مهدد بالإنقراض
عندما نسمع كلمة مهدد بالإنقراض نفهم تلقائياً أن ذلك الشيئ المهدد كان موجوداً بالفعل في حالة استقرار،ثم يأتي المؤثر الذي يحول بين هذا الشيئ واستقراره فيضمه إلى خانة الإنقراض!،وكلمة انقراض مخصصة غالباً للفصائل من الكائنات الحية كالحيوان والنبات مثلاً،ولكن لو كان الانقراض هذا لعملة مازالت لها أهميتها والتي تدافع بحرقة قائلة”لم يأن أوان انقراضي لإهميتي”!.
“الجنيه الورقي”المصري يستجير!،كعادتي لا أكتب مقالاً إلا إذا لمس الواقع في شيئ،وكنت في مواصلاتي وجدت أحدهم يتشاجر مع السائق قائلاً(الجنيهات الورق محدش بيرضى ياخدها أنا صاحب مطعم وبيفضلوا معايا)!
تعجبت جداً من قوله وقلت ربما لا يحب العملات الورقية فبدأ بالتحجج هروباً منها وانتهى الأمر،ولكن لم يتوقف عند هذا الحد فكنت أشترى بعض الخضار من سيدة بسيطة فأعطيتها النقود ومن ضمنها جنيهاً ورقياً فقالت(شوف جنيه غير ده محدش بياخده) تعجبت جداً وأخذت إجراءً بسيطاً فقلت لها لماذا وهل قد مُنع من قِبل الحكومة؟! قالت لا ولكن لا أحد يأخذه.
ومرة أخرى مع سائق آخر في منطقة أخرى وصلته أجرة السيارة كاملة ولكن من ضمنها جنيهان ورقيان وانفعل قائلاً(الجنيهات الورق دي ترجع لأصحابها تاني محدش بياخدها)وكنت أنا من ضمن هؤلاء الذين دفعوا الجنيه الورقي كإختبار للظاهرة ولأنه سارٍ لا مشكلة فيه،وليس هذا العجيب جداً بل العجيب بحق عندما وقف عند أحد المحال لبيع السولار أعطاه الجنيهات الورقية ولم يرد هو الآخر أخذها!
رفض هؤلاء الأفراد سواء بائعة الخضار وبائع السولار والسائقان أخذ الجنيه الورقي هذا يدعونا للتساؤل والوقوف قليلاً متأملين،فرفضهم له ليس من فراغ إلا إذا قام أحدهم بنشر إشاعة وهمية أنه لم يعد يُصرف،ونحن ما شاء الله لا تأخذنا بالإشاعات رأفة ورحمة تنتشر كالنار في الهشيم،والموضوع في انتشار يوماً بعد يوم.
أصبحنا في حيرة،العملة لا مشكلة فيها وفي الوقت نفسه الأغلب لا يريد أخذها فيترتب عليه أن الآخريين يخشونه خوفاً من أن يرفض أحدهم أخذها لاحقاً خاصة وإن كان ذلك المواطن أمواله فقط تكفيه ولا يحمل طاقة تراكم الجنيهات في جيبه!
أرجو رجاءً المستجير وضع حداً لهذا الفكر المتفشي تجاه الجنيه المسكين!فليس له أي ذنب سوى أن أحدهم عقله بسيط قام بنشر فكرة أنه لا يُصرف فأصبح العامة تسير على دربه معصومين العين وكل يومٍ يزداد العدد وتزداد معها المشكلات بين الناس.
إرسال التعليق