تغير حتمي
ان تكون لدينا ذائقة في صياغة الكلمات أو الألفاظ يعد شيئاً محمودا، والذي بدوره يجعلك تحسن توظيف هذه الكلمات بشكل أفضل في أماكنها الأنسب لها، ولكن أحيانآ يفوتنا حسن الصياغة وتنلفت منا الذائقة متملصة لتفاجئنا بكلمات تخرج من افواهنا نحن أنفسنا نتعجب لها، فنتساءل كيف أقول ذلك وكيف وصل بي الأسلوب لهذا الحد!، ولكن ماذا عن أناس من المفترض انهم أصحاب ذائقة ويعلمون دقائق التواصل والحديث السليم السوي لا يميزون بين ما يقال وما لا يليق أن يقال؟!
سمعت في إحدى إذاعات الراديو وبدون ذكر اسم هذه الإذاعة،و كان ينوه ويشير ويحث على الزكاة والتبرع لذوي الاحتياجات الخاصة ولكنه لم يستخدم هذا المسمى ولكن يستخدم مسمى أراه جارحا للمشاعر بعض الشيئ وهو “المعاقين”!! حقا مصطلح مؤلم، فالاعاقة من وجهة نظري إعاقة عقول وقلوب وليست إعاقة ظاهرية عضوية سببها عضو في جسد الإنسان. فماذا لو قولنا “ذوي الاحتياجات الخاصة”مصطلح والله لن تطلع الشمس من مغربها لو قولناها واستبدلناها كبديلا لتلك الكلمة القاسية على قلوبنا قبل قلوب أصحابها، واخري فتاة قد ابتلاها الله بفقد حاسة البصر وقد استضافتها مذيعة وكانت تكرر قول “رغم اعاقتها، الفتاة المعاقة” قد لا تظهر الفتاة ضجرها من الكلمة، ولكنها سهام تخترق القلوب نافذة من الظهر!
وأيضاً عامل النظافة،ولا يصح ان نطلق عليه سوى عامل النظافة وهو تاج فوق رؤسنا جميعا، فهو السبيل الوحيد لكوننا آدميين نعيش في مجتمع نظيف آدمي، فلا يليق ابدا أن ننعته ب”زبال” اقسم أنني لم أرد أن أكتب تلك الكلمة ولكن السياق والمقام يحتمان علي كاتبتها، فماذا لو انتقينا كلماتنا وتأملناها قليلا، ماذا لو وضعنا أنفسنا مكانهم بالتأكيد سنشعر بشعورهم ولكن شعورهم سيكون أقوى واقسى لكونهم في الأمر نفسه أما نحن فنحن مجرد خيال، نتخيلنا مكانهم، فلا أصعب الكلمات وما اسهلها واجملها لو تخيرناها وتأملناها وأحسنا توظيفها،لذلك كان لزاما علينا أن نتغير ذلك التغيير الحتمي في التعامل والتواصل مع هؤلاء النخبة العظيمة.
إرسال التعليق