حكايه وأثر ( جامع الاقمر)
جامع الاقمر هو احد مساجد القاهرة الفاطميه ويوجد في شارع النحاسين وبني في عهد الخليفة “الآمر بأحكام الله ابي علي المنصور ” وقد بناه الوزير ” المأمون البطائحي ” سنه ( 519ھ) (1125م) وقد نشأ المأمون فقيراً بعد وفاة والده وقبل ان يتم تعيينه من قبل الوزير “الافضل شاهنشاه” (سلفه) ، وكان يعمل في وظائف منخفضه الأجر وقيل انها تضمنت تعلم مهارات البناء وربما هذه التجربه ساعدته في تحقيق انجازاته المعماريه اللاحقه وخدم هذا الوزير في فترة ازمه سياسية وروحية كبيرة للخلافة الفاطميه ،في اعقاب الحملة الصليبية الاولي وبدأ عدداً من الاصلاحات وقام بعمل تجديدات علي القصور الفاطمية الكبري كما اعاد الجوانب الاحتفالية للخلافه في القصور وفي الاماكن العامة .
ثم تم القبض عليه بعد فترة وجيزة من الانتهاء من بناء المسجد وتم اعدامه بعد 3 سنوات. ..
والجامع الاقمر.. هو اول جامع في القاهرة تحتوي واجهته علي تصميم هندسي خاص …
وهو ايضاً اول جامع فيه الواجهة موازيه لخط تنظيم الشارع بدل ان يكون موازيه للصحن وذلك لكي تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح ولهذا فإن داخل الجامع منحرف بالنسبه للواجهة ‘ وهو مكون من صحن صغير مربع مساحته 10 امتار مربعة تقريباً يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة في الجانب الجنوبي الشرقي في ( ايوان القبله) ‘‘‘ وعقود الاروقه محلاة بكتابات (كوفية) مزخرفة ومحموله علي أعمدة رخاميه قديمه ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة تربطها ميد خشبية.. ويري في مدخله العقد المعشق الذي انتشر في العمارة المملوكيه في القرن 15 الميلادي وفوقه يوجد العقد الفارسي وهو علي شكل مروحه تتوسطها دائرة في مركزه ..
بني الجامع في الزاويه الشماليه الشرقيه للقصر الفاطمي الشرقي الكبير وربما خدم كلاً من سكان الحي وسكان القصر ، وقد يكون قربه من القصر احد الاسباب التي جعلته لا يشمل مئذنه ، وعلي الارجح كان هذا لمنع اي شخص يتسلق المئذنه من النظر داخل قصور الخليفة…
ويروي “المقريزي ” ان المسجد بني في مكان احد الاديرة التي كانت تسمي بئر العظمة ‘ لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط…
وقد سمي الجامع الأقمر بهذا الاسم نظراً للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر كما يشبه ايضاً في اسمه مساجد فاطميه اخري سميت بأسماء منيرة مثل الأنور والأزهر…
وقام الامير المملوكي “يلبغا السالمي ” بترميم المسجد عام ( 1393) او (1397) وأضاف مئذنه ( انهارت عام 1412 ) واعيد ترميمها لاحقاً بالأضافة الي اكشاك المتاجر علي يمين المدخل كما قام “السالمي” بترميم او استبدال” المنبر ” و”المحراب” و”منطقة الوضوء” ..
ويروي” الجبرتي ” ان “سليمان اغا السلحدار ” امر بتجديد الجامع في عام (1236ھ _ 1821م) في عهد “محمد علي باشا” ليعيده الي الخدمه مرة اخري بعد فترة من الاهمال ضربت اركان الجامع…
وفي عام (1993م) تم تجديد المسجد بصورة كبيرة من قبل البهرة الداوديه وشمل ذلك استبدال محراب السالمي وعمل محراب جديد من الرخام وإعادة اعمار النصف الجنوبي من الوجهة الخارجيه وجعله مشابهاً للنصف الشمالي الباقي وقد انتُقد هذا التجديد لأنه ضحي ببعض العناصر التاريخيه للمسجد وخاصة في الداخل ..
إرسال التعليق