"نظام نتنياهو الجديد يحوّل الإسرائيليين إلى لاجئين في بلدهم"
10:48 م
الخميس 21 نوفمبر 2024
بي بي سي
نستعرض معكم في عرض الصحف مقالاً من صحيفة هآرتس يرسم صورة عن الوضع الاجتماعي والسياسي الحالي في إسرائيل، ونقرأ في صحيفة نيويورك تايمز مقالاً عن فرصة أمام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لدخول التاريخ عبر التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونختم جولتنا بمقال من صحيفة القدس العربي يتحدث عن السيناريوهات المحتملة في ضوء تصاعد لهجة التحذير الروسية بشأن “عقيدتها النووية” في أعقاب الأنباء عن سماح واشنطن لكييف باستخدام أسلحة أمريكية بعيدة المدى ضد أهداف روسية.
“لاجئون في بلدهم”
نبدأ جولتنا من صحيفة هآرتس الإسرائيلية، حيث كتب زيفي بارئيل مقالاً بعنوان: “نظام نتنياهو الجديد يحوّل الإسرائيليين إلى لاجئين لا صوت لهم في بلدهم”.
يقدم الكاتب في مقاله نظرة قاتمة للوضع السياسي والاجتماعي الحالي في إسرائيل، ويشير إلى سلسلة من الأحداث المحتملة، بما في ذلك إقالة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا ورئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار، إضافة إلى استقالة محتملة لرئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي؛ لـ “عدم قدرته على الاستمرار في حماية النظام الحاكم بدلاً من الوطن”، إلى جانب تمرير قوانين تهدف إلى تفكيك النظام القانوني في إسرائيل، مثل القانون الذي وصفه الكاتب بـ “قانون التهرب من الخدمة العسكرية”، مضيفاً أن هذه التطورات المحتملة قد تؤدي إلى واقع يشعر معه الإسرائيليون بالعجز والاغتراب في بلدهم.
يقول بارئيل إن المواطنين الإسرائيليين انضموا إلى مئات الملايين حول العالم الذين يرزحون تحت واقع مماثل، ويضيف أن هذا الأمر لا يقتصر فقط على “دول العالم الثالث” لكنه يشمل ما يُعرف بالعالم الغربي، حيث تهاجر أقلية من الناس بلادها بحثاً عن مكان أفضل لتنشئة أبنائهم وبدء حياة جديدة، فيما يستمر غالبية الناس بالعيش محصورين داخل بلادهم في “قفص من التوتر والقمع والإحباط”.
يقول الكاتب إن هناك أملاً لدى الناس في التغيير، وهو ما يقودهم لإبداء معارضتهم السياسية والذهاب إلى التصويت مرة تلو الأخرى لـ “تحرير أنفسهم من هذا الكابوس”. لكنه يطرح سيناريو آخر حيث “يفقد الناس الأمل، ويشعرون وكأنهم لاجئون في بلدانهم”، مضيفاً أن إسرائيل “تنحدر باتجاه هذا المنحى”.
ويفسّر الكاتب معنى كلمة لاجئ في هذا السياق، إذ لا تعني الكلمة هنا حالة اللجوء المعروفة والناتجة عن فقدان الشخص لوطنه نتيجة “غزو عسكري أو هرباً من الاضطهاد”، لكنها تعني تحوّل أفراد المجتمع إلى أشخاص معزولين ومغتربين بسبب فقدانهم القدرة على التأثير في مستقبل بلدهم، وكأنهم طالبو لجوء أو مقيمون أجانب أو سائحون.
يضيف الكاتب أن قطاعات كبيرة من السكان في إسرائيل، وليس العرب فقط “الذين تم استبعادهم تماماً من النقاشات العامة”، اختاروا الصمت بالفعل، لأنهم أدركوا مدى “فداحة الثمن الذي يتعين عليهم أن يدفعوه إذا خرجوا للاحتجاج”.
ويختتم الكاتب مقاله بإعادة التأكيد على أن إسرائيل “تنحدر نزولاً باتجاه هوّة يتحوّل عندها مواطنوها إلى لاجئين بلا أصوات داخل بلدهم”.
ترامب والفرصة السانحة لدخول التاريخ
وفي صحيفة النيويورك تايمز، نقرأ مقالاً للكاتب توماس فريدمان تحت عنوان: “كيف يمكن لترامب أن يحجز مقعداً في التاريخ بطريقة لم يتوقعها”.
يناقش المقال التأثير المحتمل لعودة دونالد ترامب إلى الرئاسة على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بحل الدولتين.
ويفتتح الكاتب المقال بتساؤل حول ما إذا كانت عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة ستبشر بإنهاء الضغوط الأمريكية على الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل التوصل لحل الدولتين؟ ويجيب الكاتب على سؤاله بالقول: “ليس بالضرورة، فالأمر يعتمد على أي نسخة من ترامب ستشغل البيت الأبيض”.
ويكمل الكاتب تخميناته، ويتساءل عمّا إذا كانت نسخة ترامب التي ستشغل البيت الأبيض هي ذاتها التي عينت مؤخراً مايك هاكابي، المؤيد لضم إسرائيل للضفة الغربية، سفيراً جديداً لواشنطن في إسرائيل؟ أم نسخة أخرى من ترامب الذي صاغ، مع صهره جاريد كوشنر، ونشر الخطة “الأكثر تفصيلاً” لحل الدولتين منذ إدارة بيل كلينتون؟ ويقصد بذلك خطة السلام التي اقترحها ترامب في عام 2020 والتي عُرفت بـ “صفقة القرن”.
يضيف الكاتب أن ترامب كان الرئيس الأمريكي الذي وضع بالفعل خطة مفصلة للتعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأنه إذا أعاد إحياء هذه المبادرة في عام 2025، فيمكن أن نتذكره باعتباره الرئيس الذي حافظ على إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية وساعد في إنشاء دولة فلسطينية إلى جانبها بشكل آمن. ولكن “إذا استمر في المسار الذي سار عليه حين رشّح هاكابي، فمن المرجح أن “يتذكره الناس باعتباره الرئيس الذي أشرف على نهاية إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية، ودفن أي أمل في إقامة دولة فلسطينية” بحسب الكاتب.
ويقول فريدمان إن خطة ترامب ستتغير تماشياً مع كل ما حدث بعد السابع من أكتوبر، وإنه من المستحيل أن يقبل بها الطرفان بشكلها الأصلي، لكن ما هو مهم هنا بحسب فريدمان أن الخطة تتضمن النقاط الأساسية لبدء المحادثات، فهي تخبر كلا الطرفين أن الحل الوحيد المستدام، يجب أن يتضمن دولتين لشعبين، مع تبادل للأراضي، وترتيبات أمنية يتفق عليها الطرفان.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن الإسرائيليين والفلسطينيين تملكهم الإرهاق بسبب الحرب الدائرة، وإن فئات منهما باتت تفكر في الرحيل، مضيفاً أن ترامب يستطيع بالحد الأدنى إثارة الجدل والنقاش بين الطرفين بشأن السلام، ويستطيع بالحد الأعلى أن يجد لنفسه مكاناً في التاريخ بطريقة لم يتوقعها.
تهديد أم مجرد كلام؟
ونختم جولة الصحف من صحيفة القدس العربي التي أفردت مقالاً تحت عنوان: هل التهديد النووي الروسي “مجرّد كلام”؟
افتتحت الصحيفة المقال بتصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، والتي “قلّل” فيها من أهمية قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحديث “العقيدة النووية” لبلاده” عبر خفض المعايير التي يمكن بموجبها شن ضربة نووية، ووصف القرار بأنه “مجرد كلام” “وأنه “لن يرهبنا”.
وترجّح الصحيفة أن يكون وزير الخارجية الفرنسي قد استخدم صيغة الجمع لأنه لا يتحدث باسم فرنسا فقط، ولا باسم حلفائها الأوربيين ومن بينهم بريطانيا، ولا استناداً للمنطق المجرد الذي “يرفض احتمال لجوء روسيا لاستخدام قنابل نووية تكتيكية ضد أوكرانيا كردٍّ على قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السماح لكييف باستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي”، لكنه – ولكي يكون لكلامه معنى – عليه أن يتحدث باسم الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدّر قوتها النووية بـ 42.7 في المئة من المخزون العالمي للرؤوس النووية بحسب الصحيفة، في تلميح إلى أن تصريحات بارو يجب أن تُفهم ضمن إطار التحالفات العالمية.
وترى الصحيفة أن نهج إدارة بايدن أكثر حكمة من تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، إذ تحدثت واشنطن عن أنها لا ترى مؤشرات على استعداد روسيا لاستخدام السلاح النووي، وبالتالي لم تعدل واشنطن بدورها موقفها النووي.
تقول الصحيفة إن ما يزيد الأمور تعقيداً أن العالم “لا يعرف كيف ستكون ردود فعل الإدارة الأمريكية القادمة حال عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة”، فترامب كان يكرر خلال حملته الانتخابية أن الحرب الأوكرانية ما كانت لتحصل أصلاً لو كان في الرئاسة، وأنه قادم لينهي تلك الحرب.
وتتوقع الصحيفة أن يعتبر ترامب قرار بايدن بالسماح باستخدام أوكرانيا الأسلحة الأمريكية البعيدة المدى ضد روسيا “شكلاً من أشكال تأجيج التوتر، المقصود منه توريطه في الصراع مع روسيا” وهو ما يتناقض مع استراتيجيته المعلنة التي “ستسعى لفرض تسوية ترضي بوتين”.
واختتمت الصحيفة بطرح سيناريو آخر يتمثل بالتزام إدارة ترامب بقرارات بايدن الأخيرة، وهو ما “سيعني أن الحرب الأوكرانية ستستمر وأن احتمالات التصعيد ستزداد، ليس مع روسيا وحدها، بل أيضاً مع الصين وكوريا الشمالية وإيران”، محذرةً من أن الأمر حينئذ “لن يكون مجرد كلام، لا بالنسبة لروسيا ولا بالنسبة لفرنسا”، وستُفتح أبواب “يوم القيامة النووي”.
إرسال التعليق