"نووي إيران" يربك الحسابات الدولية.. عقوبات أم تعاون؟

التاسعة” على سكاي نيوز عربية، ناقشت مع الأكاديمي والباحث السياسي محمد صالح صدقيان، تطورات القضية النووية الإيرانية في ضوء التصريحات الأخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية والضغوط الدولية على طهران.

النقاش تناول خطوة إيران الأخيرة بوقف توسيع مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، والتي لقيت ترحيبا حذرا من مدير الوكالة، رافاييل غروسي، إلا أن الشكوك حول التزام طهران الكامل بالاتفاقات ما زالت قائمة.

إيران توافق على وقف توسيع المخزون النووي

في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بدء الأزمة النووية الإيرانية، أكدت طهران استعدادها للحد من تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، وهو ما اعتبرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية خطوة إيجابية، إلا أن غروسي، في تصريحاته أمام مجلس محافظي الوكالة، أشار إلى أن طهران بحاجة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لضمان عدم التوسع في هذا المجال.

وأكد أن المفتشين الدوليين سيواصلون مراقبة الأنشطة الإيرانية لضمان التزامها بهذا التوقف، مع تأكيد ضرورة اتخاذ قرار حاسم في هذا السياق من قبل الدول الأعضاء في الوكالة.

الضغط الدولي.. عقوبات أم تعاون؟

في الوقت ذاته، شهدت الساحة الدولية ردود فعل متباينة، حيث تتبع الدول الغربية سياسة مزدوجة تجاه إيران. فبينما تسعى فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى استئناف المفاوضات مع طهران، قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها نص قرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين إيران لعدم تعاونها الكامل مع الوكالة.

في حال تبني هذا القرار، سيتم تفعيل آلية “السناب باك” التي تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران، ما سيؤدي إلى مزيد من الضغط على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني أصلاً من العقوبات الغربية.

إيران ترفض الضغط الأوروبي وتؤكد على التزامها بالاتفاقات

من جانبها، رفضت إيران مشروع القرار الأوروبي، حيث اعتبرت الخارجية الإيرانية أن هذا القرار يتناقض مع الأجواء الإيجابية التي نشأت بين طهران والوكالة.

وأشار عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إلى أن طهران قد تتخذ خطوات تصعيدية إذا تم طرح القرار في مجلس محافظي الوكالة.

وفيما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي الأخير على منشأة إيرانية في بارشين، أكد غروسي أن الوكالة لا تعتبر موقع بارشين منشأة نووية، نافياً التقارير الإسرائيلية حول استهداف منشأة سرية للأبحاث النووية هناك.

هل ستستمر إيران في التفاوض أم تتجه نحو التصعيد؟

وبشأن إمكانية استئناف المفاوضات بين إيران والغرب في ظل هذه التوترات، أشار صدقيان إلى أن إيران أظهرت خلال الفترة الأخيرة مرونة في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يعكس رغبة في إيجاد مخرج دبلوماسي من الأزمة.

وأضاف أن الضغوط الأميركية والأوروبية قد تقود إلى اتخاذ إيران خطوات تصعيدية، خاصة مع الحديث عن العودة المحتملة لسياسة “الضغوط القصوى” التي كان قد تبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

إيران وروسيا.. شراكة استراتيجية جديدة أم منافسة؟

وخلال الحديث، تم تناول الدور الذي تلعبه إيران في دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، حيث أشار الدكتور صدقيان إلى أن هذه العلاقة قد تزيد من تعقيد الوضع النووي الإيراني.

ولفت إلى أن إيران تواجه ضغوطًا من الدول الغربية على خلفية ما قيل عن إرسال إيران صواريخ باليستية إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا، وهو ما نفته طهران بشدة.

وأوضح أن هذه العلاقة الاستراتيجية قد تكون عاملاً إضافيًا في تصعيد التوترات في المنطقة.

السيناريوهات المستقبلية

وحول السيناريوهات المستقبلية في حال تصاعد التوترات بين إيران والغرب، أكد صدقيان أن إيران قد تجد نفسها أمام خيارات صعبة، حيث سيكون عليها أن تتعامل مع ضغوط متزايدة قد تؤدي إلى فرض مزيد من العقوبات.

وأضاف أن طهران قد تلجأ إلى خطوات تصعيدية، مثل تقليص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو الانسحاب من بعض الالتزامات الدولية، مما قد يزيد من تعقيد الوضع.

التحديات الكبرى في الملف النووي الإيراني

وأشار إلى أن الملف النووي الإيراني سيظل أحد أكبر التحديات في العلاقات الدولية، حيث تواصل طهران السعي لتعزيز برنامجها النووي وسط ضغوط دولية متزايدة. وبينما تبقى الفرصة سانحة للحوار والتفاوض، يظل التحدي الأكبر هو الوصول إلى اتفاق مستدام يحقق استقرار المنطقة ويحد من التوترات النووية.


source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا