هدوء ما قبل العاصفة
من العجيب غاباً أن تجد الطقس هادئاً والجو بديعاً فيزداد هدوءً وبعدها تأتي العواصف وكأنها تقول أنا إحدى ظواهر الطبيعة ولابد من وجودى وظهوري من حين لآخر،كذلك الرجل والمرأة وبالأخص الزوج والزوجة أو الخاطب وخطيبته،فنجدهما –الزوجين مثلا- قد تعارضا في أمر ما أو تناقشا لمجرد النقاش يسود حينها حالة من الهدوء التام بعد نقاشٍ حار وتهب بعدها عواصف المرأة والرجل وكأنهما إعصاران وقد تصادما سوياً لتمزق أي وجه يعترض طريقهم نتاج الغضب!،إنه السحر الأسود الذي نصنعه بأيدينا “الغضب” وهذا أول ما يجب أن نضع أيدينا عليه،فالغضب وقتما يصل إليه المرء يتلبسه الشيطان فتجده مسيطراً عليه بجُملته،فتجد الشخص يضرب ويسب ويجرح نفسه وأحياناً يقتل نفسه أو غيره!،فنجد على سبيل المثال عدة نماذج في أخبار الحوادث امرأة قتلت زوجها لأنه لم يحتفل بها في مناسبة ما،وأخرى لأنه وبخها لأنها لم تُحضر الطعام! وغيره من النماذج المؤسفة،تلك المرأة التي يجب أن نخشى عواصفها والتي لا تبقى على عزيزٍ لو خرجت عن إطار عقليتها واتجهت بكل قوتها وإرادتها إلى عاطفتها حينها قل على نفسك”يارحمن يارحيم”!
كذلك الرجل وله أعذاره –ولا أبرر للرجل لمجرد أني رجل- ولكن لكل من الطرفين أعذاره،وبحكم أن الرجل يغلب عليه العقل –على عكس المرأة والتي يغلب عليها العاطفة- نجد الرجل أكثر اتزاناً وصبراً وتحملاً،تأتي عواصفه متأخرة عن المرأة ولكن عندما تأتي تكون شديدة وطويلة المدى على عكس الزوجة تكون عواصفها قصيرة المدى جداً لأنها حينها تلجأ للخلع أو القتل! أما الرجل يلجأ أولا للضرب كأحد أشكال العقاب ولا يُطلق إلا إذا تمادى الوضع لعدة شهور وقد تصل إلى سنوات،ولكن ما الذي يدع إلى عواصف الرجل؟ في أغلب الأحيان يكون بسبب عناد الزوجة،عناد ثم عناد نجد أنفسنا قد ركبنا موجة الغضب والتي تأتي بالعواقب الوخيمة،فنجد الرجل بعدها قد ضاقت به الأرض فيلجأ للملاذ الأخير وهو “الطلاق” والأصعب لو كان هناك أبناء فيضيعون بين الزوجين!
“خطيبي لم يحادثني اليوم ولم يفتح الفيسبوك والواتساب” يومه أسود من قاع المحيط!،جملة ترددها الكثير من الفتايات، والآخر”خطيبتي متصلة الآن ولم تُكلف نفسها بالسؤال علي؟! إنه لخراب آت على رأسها لا محال”! وهذا يدفعنا للحديث عن نقطة (التماس الأعذار)والذي بدوره يُحد من النزاعات والنقاشات التي تُرهق الأحبال الصوتية لدينا والمزيد من بيانات الاتصال وتكالفها الباهظة! لمجرد التماس العذر،وهذا شيئ حث عليه الشرع وبالأخص في السنة النبوية،والتماس الأعذار وحسن النية بهما تأكد أن لن يعكر صفو حياتك أي شيء ولن تحمل الضغائن لغيرك أبداً،فيجب على الطرفين سواء في فضاء الزوجية أو داخل” بيضة الخطبة” إذ أنهم لم يخرجوا للحياة الحقيقية بعد “الزواج” وهذا سبب اختياري لمصطلح “بيضة الخطبة”
أعزائي القراء،الحياة رغم المصاعب والمشاق التي نواجهها فيها بسيطة وسهلة،ولكن نحن من نشق على أنفسنا ببعض الظنون والأوهام وبعض الثغرات السوداء التي لا تترك حياتنا إلا وقد قامت بطلائها بالأسود العاتم!،فمن باب أولى ألا نقف لبعض على الأخطاء وأن نلتمس الأعذار كي لا نُصعب الأمر على بعضنا،وكي ننجو بحياتنا سواء من عواصف الرجل أو من المرأة،خلقنا الله عز وجل لنكمل بعضنا بعضاً ونكون عوناً لبعضنا على الحياة وعلى الشيطان الدخيل الأساسي الخفي بين الطرفين ليُشعل ناره بينهما فيحرق قلوبهما وكل ما بينهما من مودة وحب،تذكر ألا تصدر حكماً أو تتخذ قراراً وأنت غاضب، فأنت لست أنت وأنت غاضباً،وضع في حسبانك دائماً أيها الرجل وهذه نصيحة مني لك أن المرأة يغلب عليها العاطفة،تتحكم فيها العاطفة أكثر من العقل،المرأة عاقلة جداً وذكية ولا أقلل منها ولكن هذه فطرة الله أن المرأة العاطفة تأخذها وتأخذ بها أكثر من العقل،عكس الرجل يغلب العقل عليه،فيقول المرأة تحزن من كذا تتضايق من كذا ويقلل من هذه الأمور,لا تقلل من هذه الأمور فالبنسبة لها أمور عظيمة لا تدركها أنت لأنك تراها من منظور عقلي وهي تراها من منظور عاطفي ونفسي
إرسال التعليق