اكتشاف الاثار المصرية في عهد الاخشيديين كما ذكرها المؤرخ المسعودي

كان للأثار المصرية في عهد الاخشيديين شأن عظيم فهم يرون فيها كنوزا ، ويسعدون عند العثور عليها ، ويجتهد بعضهم في الكشف عنها حتي كانوا يسمونها ( المطالب ) ، وكانوا اكثر ما ينشدونه التحف المصنوعة من المعادن الثمينة والنفيسة ، وتحدث المؤرخ الكبير المسعودي عن اشتراك الاخشيد في البحث عن بعض هذه الكنوز الاثرية فقال : ( ولقد كان جماعة من اهل المدافن والمطالب ، ومن قد اغري بحفر الحفائر وطلبة الكنوز وزخائر الملوك والامم السالفة المستودعة باطن الارض ببلاد مصر ، وقع اليهم كتاب من بعض الاقلام السالفة اي الكتابات القديمة فيه وصف لمقبرة جنائزية بالقرب من الاهرامات بأن فيها مطلب عجيب واخبروا الاخشيد .. محمد بن طغج .. بذلك فصرح لهم بالحفر ، وحفروا حفرا عظيما الي ان انتهوا الي ازج واقباء وحجارة مجوفة في صخر منقور فيه تماثيل واقفة علي ارجلها من نوع من الخشب قد طلي بالاطلية المانعة من سرعة البلي وتفرق الاجزاء ، والصور مختلفة فيها صور شيوخ وشباب ونساء واطفال اعينهم مصنوعة من انواع من الجواهر كاليقوت والزمرد والفيروز والزبرجد ووجوههم مصنوعة من الذهب والفضة ، فتم كسر بعض تلك التماثيل اي التوابيت فوجد في جوفها رمما باليه واجساما فانية اي المومياوات والي جانب كل تمثال منها نوع من الابنية كالبرابي اي المعابد وغيرها من الالات من المرمر والرخام ، وفيه نوع من الطلاء الذي قد طلي منه ذلك الميت الموضوع في تمثال الخشب اي التابوت ، وما بقي من الطلاء متروك في ذلك الاناء والطلاء دواء مسحوق واخلاط معمولة لا رائحة لها فتم تجربته علي النار ففاح منه روائح طيبة ليس لها مثيل من انواع الطيب ، وقد جعل كل تمثال اي تابوت من الخشب علي صورة مافيه الناس علي اختلاف اجناسهم واعمارهم ، واذا كان كل تمثال من تلك التماثيل اي التوابيت تمثال من الحجر او المرمر او من الرخام الاخضر علي هيئة الصنم حسب عبادتهم للتماثيل والصور عليها انواع من الكتابات لم يكتشفها احد ) ، والطلاء الذي وصفه المسعودي وتم تجربته علي النار يعتبر الخلطة السحرية التي كان يستخدمها الكهنة في تحنيط المومياوات ، وان الصور التي كانت توجد علي التوابيت هي صور للأله اينوبيس اله التحنيط وصور مساعديه اولاد حورس الاربعة بالاضافة الي صور الالهتين ازيس ونفتيس اللتان تقومان بلطم الخدود وضرب الصدور والندب والولوه علي الميت الذي يرقد علي هيئة الاله اوزوريس ، والتماثيل التي ذكرها المسعودي يشبه بعضها ما نعرفه من تماثيل الدولة القديمة كتمثال شيخ البلد والاميرة نفرت والامير رع حوتب والكاتب المصري الجالس القرفصاء ، وفي منطقة الاهرامات كما اكتشاف مراكب الشمس بواسطة عالم الاثار الدكتور سليم حسن ومساعده الاستاذ كمال الملاخ وتم عمل متحف لمراكب الشمس

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا