دعوات أممية ودولية في الجمعية العامة للتحرك دفاعا عن وكالة الأونروا "في أحلك أوقاتها"
جاء حديث لازاريني خلال إحاطة قدمها للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء. ويأتي ذلك في أعقاب مصادقة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) على قانونين أحدهما يحظر أنشطة الأونـروا داخل إسرائيل (بما سيؤثر على المناطق الخاضعة لسيطرتها)، والآخر يمنع السلطات الإسرائيلية من إجراء اتصالات بالوكالة. وقد أبلغت إسرائيل رسميا الأمم المتحدة بانسحابها من اتفاق عام 1967 الذي ينظم علاقاتها مع الأونروا.
بدأ المفوض العام للأونروا حديثه قائلا: “أخاطبكم في أحلك لحظة تمر بها الأونروا”، قائلا إن مستقبل لاجئي فلسطين مسؤولية مشتركة، داعيا الدول الأعضاء إلى التحرك دفاعا عن اللاجئين الفلسطينيين والأونروا.
وأضاف أن القيام بذلك “يعني الدفاع عن الأمم المتحدة، التي تقع في قلب نظامنا متعدد الأطراف. وهو يعني الدفاع عن مستقبلنا الجماعي، الذي أصبح اليوم في أشد خطر”.
وقال إن الأونروا هي الآلية التي كلفتها هذه الجمعية العامة بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، “وهي فريدة من نوعها بين وكالات الأمم المتحدة، فهي مكلفة بتقديم خدمات عامة مباشرة، بما فيها التعليم لأكثر من نصف مليون طفل، والرعاية الصحية الأولية والدعم الاجتماعي”.
ثلاثة طلبات عاجلة
وقدم لازاريني ثلاثة طلبات عاجلة:
أولا، طلب من الدول الأعضاء أن تتحرك لمنع تنفيذ التشريع ضد الأونروا، مشيرا إلى أن التغييرات التي تطرأ على تفويض الوكالة هي من اختصاص الجمعية العامة، وليس الدول الأعضاء الفردية.
ثانيا، طلب من الدول الأعضاء أن تضمن أن أي خطة للانتقال السياسي تحدد دور الأونروا. “يتعين على الوكالة أن تنهي تفويضها تدريجيا في إطار الحل السياسي، وأن تسلم خدماتها إلى إدارة فلسطينية مخولة”.
ثالثا وأخيرا، طلب لازاريني من الدول الأعضاء أن تحافظ على تمويل الأونروا، وألا تحجب أو تحول الأموال على افتراض أن الوكالة لم تعد قادرة على العمل.
“هجوم على حل الدولتين”
متحدثا في افتتاح الجلسة، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ إن قطع خدمات الأونروا سيكون كارثيا. وسيعني ذلك أن اللاجئين الفلسطينيين لن يحصلوا على الاحتياجات المنقذة للحياة التي يحتاجون إليها. وأكد أن “هذا أمر غير مقبول على الإطلاق”. وقال إن “مثل هذا الهجوم على الوكالة الأممية هو هجوم على حل الدولتين”.
وأضاف قائلا: “في ضوء خطورة الوضع، فإنه من واجبي بوصفي رئيسا للجمعية العامة أن أؤكد اليوم مرة أخرى، كما فعلت من قبل، ضرورة احترام القانون الدولي ومـيثاق الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة من قبل جميع الدول الأعضاء”. ودعا الحكومة الإسرائيلية، بشكل عاجل، إلى الوفاء بالتزاماتها والسماح للأونروا بمواصلة عملها، وفقا لتكليف الجمعية العامة.
مجموعة الالتزامات المشتركة لدعم الأونروا
المندوب الدائم لبلجيكا لدى الأمم المتحدة، السفير فيليب كريديلكا أدلي ببيان نيابة عن دول مجموعة الالتزامات المشتركة لدعم الأونروا، والتي تتألف من بلاده والجزائر والبرازيل وغيانا وإندونيسيا وأيرلندا والأردن والكويت ولوكسمبورغ والنرويج والبرتغال وقطر وسلوفينيا وجنوب أفريقيا وإسبانيا ودولة فلسطين.
وأعرب عن تقدير المجموعة وإعجابها بعمل موظفي الأونروا. وأبدى استنكار المجموعة للتدابير التي تتخذها إسرائيل ضد الأونروا، بما فيها التشريع الذي تبناه البرلمان الإسرائيلي وإلغاء اتفاقية عام 1967 بين إسرائيل والأونروا، ويسعى إلى منع الأونروا من مواصلة عملياتها المنقذة للحياة وعملها الأساسي في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
وأكد السفير فيليب كريديلكا من جديد الالتزامات المشتركة بشأن الأونروا والتي قال إنها حظيت حتى الآن بدعم ساحق من 123 دولة موقعة، “ونظل ملتزمين بضمان الدعم اللازم لتمكين الأونروا من الوفاء بولايتها”.
ودعا كافة أعضاء الجمعية العامة إلى الانضمام إلى المبادرة في تأكيد الالتزام الجماعي بدعم الأونروا وقال إنه يتعين على الجمعية العامة أن تظهر “عزما غير مسبوق في مواجهة التهديدات والهجمات غير المسبوقة التي تستهدف الأونروا وموظفيها”.
المجموعة العربية
القائم بأعمال المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة، هادي هاشم تحدث باسم المجموعة العربية، معربا عن إدانة المجموعة لإقرار الكنيست الإسرائيلي ما وصفها بـ “القوانين غير الشرعية” التي تحظر أنشطة الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال إن المجموعة تعتبر هذه القوانین “باطلة وجزءا من حملة الاستهداف الممنھج للوكالة واستمرارا لمساعي إسرائیل لاغتيال الوكالة سیاسیا، ومحاولة مرفوضة لطمس قضیة اللاجئین الفلسطینیین، وحقھم الراسخ في العودة والتعویض وفقا لقرارات الشرعیة الدولیة”.
وقال السفير هادي هاشم إن من الضروي التصدي لھذه “الخطوة غیر القانونیة الخطیرة”، التي قال إنها تعُد “سابقة خطیرة” لیس فقط للشعب الفلسطیني وإنما لمنظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره.
ودعا الجمعیة العامة “لاتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة، قانونیا وسیاسیا، للوقوف بوجه ھذا الھجوم لیس على وكالة الأونروا فقط وإنما علینا جمیعا كأعضاء في الأمم المتحدة، إعلاء للقانون الدولي ولدور ھذه المنظمة في صون السلم والأمن الدولیین”. كما دعا إلى استئناف الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة لمواجھة ھذا الھجوم الخطیر على الأونروا وولایتھا.
فلسطين
رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة قال إننا نشهد “حربا غير مسبوقة على الأمم المتحدة. هذا الهجوم المفتوح على الأمم المتحدة، وخاصة ضد الأونروا هو جزء لا يتجزأ من محاولات إسرائيل طويلة الأمد لتصفية قضية فلسطين”.
وأضاف أن هذا هو “دليل آخر على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، من خلال مهاجمة السكان المدنيين الفلسطينيين وكل من يحاول مساعدتهم على البقاء. وهو جزء من الهجوم على اللاجئين الفلسطينيين لحرمانهم من وضعهم كلاجئين وحرمانهم من حقوقهم”.
وأوضح السفير الفلسطيني أن ولاية الأونروا تنبع من المسؤولية الدائمة للأمم المتحدة تجاه قضية فلسطين، مؤكدا أن الوكالة لا يمكن الاستغناء عنها ولا استبدالها، الآن أكثر من أي وقت مضى. ودعا إلى التحرك بشكل جماعي وحاسم للحفاظ على الأونروا، وتمكينها من الوفاء بولايتها، وهزيمة أي محاولات لتدميرها.
إسرائيل
داني دانون الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة اتهم وكالة الأونروا “بالفشل”، قائلا إن الوكالة، منذ تأسيسها، أنفقت عشرات المليارات من الدولارات، دون أن تحقق، حسبما قال، أي إنجازات مفيدة ودائمة “بدلا من إطالة دورة الإرهاب والتثقيف بالكراهية لعقود من الزمان تحت حماية مفهوم خاطئ في هذه الغرفة بأنها العمود الفقري للجهود الإنسانية في غزة. هذا ببساطة غير صحيح”.
وقال السفير الإسرائيلي داني دانون إنه تحدث عن مستقبل غزة بدون حماس، مشيرا إلى أن الأمر نفسه ينطبق على الأونروا وأضاف قائلا: “بدون الأونروا، يمكن للتعاون أن يزدهر. بدون الأونروا، يمكن الوثوق بعمال الإغاثة. بدون الأونروا، قد يتعلم الأطفال السلام وليس الكراهية، لقد حان الوقت للمضي قدما وبناء مسار جديد للأمم المتحدة، يمكن أن تستعيد نزاهتها وتفي بوعدها بدعم السلام والأمن”.
إرسال التعليق