إعادة نظر

ما من شيئ في هذه الحياة ليس بحاجة إلى إعادة النظر من وقت لآخر،ولكن ما أريد التوقف بصدده في موضوعنا اليوم وهو إعادة النظر في “اللغة العربية”وموضوعاتها،إذ أنها أهم لغة في وطننا حيث أنها الشيئ الوحيد الذي مازال يثبت هُويتنا،ذلك المفتاح الأخير لنا لبقاء هويتنا يكاد ينعدم شيئاً فشيئا،فكان لزاماً علينا أن نُسلط الضوء على بعض الثغرات التي نلمسها في سُبل تعليم ومناهج هذه اللغة الكريمة،وبما أننا قد شاهدنا اليوم العالمي للغة العربية فلم أجد فرصة أنسب من هذه للتحدث في هذه القضية.
في بدأ الأمر منذ أن مارست مهنة التدريس بحكم الكلية التي تخرجت فيها،كان هناك ما يسمي”تدريب ميداني” وكان لمدة شهرٍ بالضبط،فبدأت أتواصل مع الطلاب فلم أجد أياً منهم يلتزم بمخارج الحروف بشكلها الصحيح حتى أغلب الأساتذة!،وهذا كما يقولون ألف باء لغة عربية خروج ونطق الأصوات من مخارجها السليمة،فعملت على تصحيح ذلك وبفضل الله تم ما سعيت إليه،ولكن ماذا بعد؟! أجيال ستورث أجيال بهذه المشكلة العويصة ما لم نحرص جيداً على نطق الأصوات نطقاً سليماً من أي خلل وتشابه بأصوات أخرى كــ (الذال مثلا والزاي والثاء والسين).
أما عن الموضوعات وخاصة موضوعات الأدب والنصوص،أرى أنه لو وظفنا مثلا أعمال هؤلاء النخبة كنجيب محفوظ،طه حسين،توفيق الحكيم،العقاد،هؤلاء صفوة وكنز لا يجب أن يُهدر أو أن يكون لهم فئة محددة تقرأ عنهم،فيأتي المعلم بدوره المحمود يبدأ في شرح وتفصيل وتوضيح أعمالهم وتناول كل عملٍ على حدة مناقشاً هذا العمل مما ينمي عند الطالب الذائقة الأدبية والنقدية،فلو تأملنا أن المرحلة الإعدادية ثلاث سنوات،والثانوية ثلاث سنوات،أصبح لدينا ست سنوات،فلو تناولنا كل عام عمل ما لأحد هؤلاء الأدباء سيتأثر الأبناء بهم وسيصبح هؤلاء الأدباء بمثابة ومضات لحياتهم.
اللغة العربية مهما تدخلت لغات أخرى في مجتمعنا وتناولناها باهتمام شديد -ولا أعيب ذلك- لا يجب أن نهملها أو نتناولها بتكاسل وعشوائية!،بل يجب أن ندقق في كل ما فيها،وألا ننظر في جوانب ونغفل جوانب أخرى،إذ أنها اللغة الأكثر ارتباطاً بعضها ببعض،حتى العلوم الخاصة بها كلها تصب في الأخرى كالنحو والصرف والأدب والبلاغة والقراءة وغيرها من علوم اللغة العربية كعلم الأصوات والمعاجم غيرها من العلوم،إذن هذه اللغة ليست هينة ولا يجب أن تهن هذه اللغة على أنفسنا،بل يجب تعزيزها بنماذج أثروا في اللغة العربية بمؤلفاتهم وأبحاثهم حتى تثبت وترسخ هويتنا.

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا