لبنان: الأمم المتحدة تحذر من تنامي البؤس والمعاناة مع مرور كل يوم

جاء هذا في رسالة بالفيديو وجهها إلى المؤتمر الدولي لدعم سكان لبنان وسيادته الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الخميس.

وقال الأمين العام: “نشعر بقلق بالغ بشأن سلامة ورفاه المدنيين على جانبي الخط الأزرق. ولكن يجب أن ندرك أن الصراع اتخذ مؤخرا طبيعة ونطاقا مختلفين تماما”. ولفت غوتيريش إلى أن “أكثر من نصف الوفيات في لبنان وقعت منذ التصعيد الكبير للضربات الإسرائيلية في 23 أيلول/سبتمبر. العديد من القتلى كانوا من الأطفال والنساء”.

وشدد على ضرورة احترام سيادة وسلامة أراضي جميع البلدان، وحماية المدنيين، وعدم استهداف البنية الأساسية المدنية، واحترام الالتزامات بموجب القانون الدولي. وحث أصدقاء لبنان على دعم جهود الاستجابة الإنسانية الجارية، بما في ذلك من خلال توفير التمويل السريع للنداء الإنساني العاجل للبنان.

ودعا قادة لبنان إلى اتخاذ خطوات حازمة نحو ضمان عمل مؤسسات الدولة بكامل طاقتها لمعالجة التحديات السياسية والأمنية الملحة التي تواجه البلاد.

هجمات غير مقبولة

وأكد أمين عام الأمم المتحدة أن الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة غير مقبولة على الإطلاق، قائلا: “إنها تشكل انتهاكا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وقد تشكل جريمة حرب”. وقدم التحية للنساء والرجال الشجعان في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (الـيونيفيل)، وأسرة الأمم المتحدة في مختلف أنحاء البلاد، الذين يسعون جاهدين لتنفيذ تفويضاتهم في ظل هذه الظروف الصعبة.

وقال غوتيريش: “نعلم أن ما يحدث في لبنان اليوم ليس ظاهرة معزولة”، مشيرا إلى الهجمات المروعة البغيضة التي شنتها حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر واحتجاز الرهائن، وتسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة منذ ذلك الحين “في الموت والدمار بسرعة ونطاق لم نشهدهما في أي وقت مضى خلال سنوات عملي أمينا عاما للأمم المتحدة”.

وختم كلمته بالقول: “إن التصعيد تلو التصعيد يؤدي إلى ما لا يمكن تصوره بالنسبة لشعوب المنطقة، بما في ذلك شعب لبنان الذي اجتمعنا من أجله اليوم. فلنظهر تضامننا مع العمل على تخفيف المعاناة والدفع نحو السلام”.

“امتداد مأساوي”

المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونـروا) فيليب لازاريني حضر المؤتمر الدولي حيث قال في كلمته أمام المجتمعين إن “النزاع المتصاعد في لبنان هو امتداد مأساوي للحرب المدمرة في غزة وللأزمة في الضفة الغربية. إنه امتداد النزاع الذي كنا نخشاه وحذرنا منه لأكثر من عام. ومرة أخرى يدفع المدنيون ثمنا باهظا”.

وتحدث عن المأوى والمساعدة الإنسانية التي تقدمها الأونروا للمحتاجين في لبنان، حيث تستضيف ملاجئ الوكالة حاليا ما يقرب من 4000 شخص من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين. وأكد أن هذه المنهجية الشاملة أمر بالغ الحيوية لإبقاء التوترات بين مختلف أطياف المجتمع تحت السيطرة.

وأشار إلى الحاجة إلى تمويل إضافي، فضلا عن توفير بيئة مواتية للعمل، وهذا يشمل احترام القانون الدولي الإنساني.

الهجوم على الأونروا

وتحدث لازاريني عن مشروع قانون في الكنيست الإسرائيلي يسعى إلى إيقاف عمليات الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة، محذرا من أن “هذا من شأنه أن يكون له تأثير مدمر على توفير المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية مثل التعليم، والرعاية الصحية الأولية لملايين اللاجئين الفلسطينيين، بمن فيهم الموجودون في لبنان”.

وقال المسؤول الأممي إن الفشل في التصدي بفعالية لمحاولات ترهيب الأمم المتحدة وتقويضها في غزة والضفة الغربية قد أرسى سابقة خطيرة. وأضاف: “لا بد من التأكيد على أن هذه الهجمات لا تقتصر على الأونروا. فهي هجمات على نظامنا المشترك متعدد الأطراف”.

وأكد لازاريني أن “الالتزام بالتعددية وبقيمنا المشتركة المكرسة في مـيثاق الأمم المتحدة هي ما يجب أن نسترشد به في استجابتنا في لبنان وفي كافة أنحاء المنطقة”.

وشارك في المؤتمر أيضا كل من وكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا، والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، ومنسق الشؤون الإنسانية والمنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا. أكد المسؤولون الأمميون أن العنصر المركزي في الاستجابة يجب أن يكون دعم الجهود الرامية إلى إنهاء العنف، وشددوا على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لإنهاء الأعمال العدائية، وحذروا من الوضع الإنساني الكارثي بالفعل في لبنان.

التطورات على الأرض

نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق أفاد في المؤتمر الصحفي اليومي في مقر المنظمة بأن الضربات المكثفة التي شنتها القوات الإسرائيلية على لبنان وشنها حزب الله على إسرائيل استمرت على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي ضرب مواقع مختلفة في منطقة عمليات الـيونيفيل وكذلك بيروت والبقاع وأماكن أخرى، فيما استهدف حزب الله العديد من المواقع، بما في ذلك بالقرب من حيفا وتل أبيب.

وقال إنهم لاحظوا بقلق أن القوات المسلحة اللبنانية في ياطر بنت جبيل تكبدت ثلاث وفيات أخرى بسبب الضربات الإسرائيلية أثناء محاولتها إجلاء الجرحى، وأنه في يوم الأربعاء 23 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت وزارة الصحة العامة اللبنانية أن 28 شخصا على الأقل قُتلوا وأصيب 139 في هجمات إسرائيلية في جميع أنحاء لبنان في الساعات الأربع والعشرين السابقة.

تأثر بإطلاق نار غير مباشر

وجدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة التأكيد على ضرورة أن توقف جميع الأطراف العنف على الفور. وأدان الخسائر المتزايدة بين صفوف المدنيين والبنية التحتية المدنية وخسارة أرواح المدنيين، مذكرا جميع الأطراف على الأرض بالتزاماتها بموجب القانون الدولي باحترام وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

وأفاد بأنه يوم أمس الأربعاء تأثر أحد المواقع التابعة للأمم المتحدة بالقرب من كفر شوبا بإطلاق نار غير مباشر من مصدر غير معروف، مؤكدا أنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات في صفوف قوات حفظ السلام.

وذكَّر الأطراف مرة أخرى بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة واحترام حرمة مبانيها في جميع الأوقات.

قافلة إنسانية تصل صور

وعلى الصعيد الإنساني، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن قافلة إنسانية وصلت اليوم الخميس بدعم من المكتب إلى صور جنوب لبنان. وأضاف أن البعثة تضمنت خمس منظمات غير حكومية وسلمت 14 شاحنة من المساعدات، بما في ذلك الغذاء ومراتب الأسِرة وغيرها من المواد.

وأفاد بأنه حتى الآن هذا الشهر، أرسلت الأمم المتحدة مساعدات إلى الأشخاص في المناطق التي يصعب الوصول إليها في لبنان عبر سبع قوافل إنسانية.

من جانبه، يواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان تقديم الخدمات في جميع أنحاء لبنان. ومع ذلك، وبسبب تدهور الوضع الأمني، لم تعد بعض المواقع التي يدعمها الصندوق تعمل. ويشمل هذا ستة من أصل 16 مركزا للرعاية الصحية الأولية التي يدعمها البرنامج، بالإضافة إلى واحدة من أصل تسع وحدات متنقلة وخمس مساحات من أصل 17 مساحة آمنة للنساء والفتيات.

source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا