مكان من بلدنا حكاية وأثر ( مسجد الحاكم بأمر الله)
بدأ بناءه في عهد (العزيز بالله الفاطمي) في عام (379 ھ) ولكنه توفي قبل اتمامه فأتمه ابنه (الحاكم بأمر الله) عام (403ھ) لذلك نسب اليه وعرف بجامع الحاكم….
ويعتبر جامع الحاكم بأمر الله رابع اقدم المساجد الجامعه الباقيه مصر وثاني اكبر جوامع القاهرة اتساعاً بعد جامع ابن طولون …وكان المسجد وقت تشييده خارج اسوار القاهرة القديمه التي شيدها جوهر
الصقلي (382 ھ/ 992م) ثم اصبح داخل حدود المدينه بعد ان قام (بدر الجمالي )عام (487ھ/1094م) بتوسعه المدينه وتشييد الاسوار الحالية
وقد اخذت فكرة المدخل الرئيسي البارز من من مسجد المهديه في تونس ..
وقام جامع الحاكم بنفس الدور الذي كان يقوم به جامع الازهر في ذلك الوقت وهو تدريس المذهب الشيعي..
وقد اتخذت الحمله الفرنسيه المسجد مقراً لجنودها واستخدمت مأذنته كأبراج مراقبه وقد استخدمت ظلة قبلته كأول متحف اسلامي بالقاهرة واطلق عليه دار الآثار العربيه ..
ولهذا الجامع مكانه كبيرة عند الناس ويقومون علي رعايته بالجهود الذاتيه ويتواجدون به كثيراً خصوصاً خلال شهر رمضان .
ويبلغ طول المسجد 120,5م وعرضه 113 م وفي نهاية واجهته البحريه توجد مئذنتان ويحيط بهما قاعدتان عظيمتان هرميتا الشكل وفي منتصف هذه الواجهة البحريه وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الاثري وهو اول مدخل بارز بني في جامع القاهرة يغطيه قبو اسطواني عرضه 3,48م وطوله 5,5 م وفي نهايته باب عرضه 2,21 م ويوجد ع المدخل يمينا ويسارا بقايا نقوش بديعه ويؤدي هذا المدخل الي صحن الجامع الذي تحيط به الاواوين …
ويحيط بالسقف من اسفله ازار جصي من الكتابه الكوفيه البديعه
لا تزال آثارها باقيه حتي اليوم في ايوان القبله وكذلك كانت القباب والشبابيك مزينه بزخارف جصيه بديعه …
وقد توالت صروف الزمان علي هذا المسجد فاعتدي عليه بدر الجمالي عندما قام بتوسعه اسوار القاهرة فسد منافذ الجدار الشرقي عند قيامه ببناء السور ملاصقاً لهذا الجدار كما اصابه زلزال سنه (702ھ/1303م) بتلف شديد فتهدم كثير من العقود والاكتاف الحامله لها وسقط السقف وقمتا المئذنتين وتوالت عليه المصائب حتي تهدمت جميع اواوينه ماعدا بعض عقود في الايوانين القبلي والشرقي فاستخدمته وزارة الاوقاف المصريه مخزناً وحفظت فيه التحف والآثار الاسلاميه قبل نقلها الي الدار الحاليه …
وبعد اهمال المسجد لفترات طويله حتي تحولت اروقته الي مخازن للتجار المحيطين بالمنطقه . حيث انها منطقه تجاريه حتي عصر الرئيس انور السادات والذي طلبت طائفه البهرة الذين بدؤوا في الهجرة الي مصر الاذن بتجديده بالجهود الذاتيه وذلك لأنه مكان مقدس بالنسبه لهم كما ان الحاكم بأمر الله نفسه شخصيه مقدسه لهم.
ودعي السادات الي افتتاح المسجد.. ومنذ ذلك الحين يقوم البهرة الذين هاجروا الي مصر واستقروا بها كتجار وخصوصا في منطقه القاهرة العتيقه بالجماليه والتحار بذلك الحي برعايه الجامع وهو مفتوح لجميع الطوائف بالصلاة به …
إرسال التعليق