غزة: "مستويات مروعة من الموت والدمار" في الشمال وتأجيل حملة التطعيم ضد الشلل
وأوضح المكتب الأممي أن المدنيين محاصرون تحت الأنقاض، “ولا يحصل المرضى والجرحى على الرعاية الصحية المنقذة للحياة بينما تفتقر الأسر للغذاء. وقد دمرت منازلهم. وهم بلا مأوى. ولا يوجد مكان آمن”.
وقال المكتب الأممي إن القانون الإنساني الدولي يطالب بأن يحصل المدنيون على الضروريات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة – أي الغذاء والمأوى والرعاية الطبية وغيرها من المساعدات الحيوية. وناشد مرة أخرى تقديم الإغاثة الإنسانية السريعة وبلا عوائق – والتي يجب أن تصل إلى المدنيين المحتاجين.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في المؤتمر الصحفي اليومي إن الشركاء على الأرض أفادوا بتوقف محطتين للمياه في شمال غزة عن العمل بسبب نقص الوقود الأمر الذي سيؤثر على مناطق واسعة، تشمل أحياء الدرج والتفاح والزرقاء والشيخ رضوان.
استمرار رفض الطلبات
وقال فرحان حق إن السلطات الإسرائيلية رفضت في وقت سابق من هذا الأسبوع طلبا لتوصيل 23 ألف لتر من الوقود إلى محافظة شمال غزة. ومنذ 6 تشرين الأول/أكتوبر وحتى يوم أمس الثلاثاء، تم رفض عدة محاولات لتوصيل الوقود إلى محافظة غزة. كما تمت عرقلة مهمة أخرى وبالتالي لم يتم إكمالها.
وأوضح فرحان حق أن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني يواصلون الجهود لتقديم المساعدة للناس في شمال غزة. ففي 15 تشرين الأول/أكتوبر، تمكن برنامج الغذاء العالمي من إيصال قافلة واحدة إلى مدينة غزة. ومع ذلك، منع الحصار الإسرائيلي لمحافظة شمال غزة البرنامج من الوصول إلى الناس هناك خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
أدنى مستوى من المساعدات
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر شهدا أدنى مستويات المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة منذ أواخر عام 2023، إلى جانب انخفاض كبير في الشحنات التجارية.
وحتى الآن، لم يدخل إلى غزة سوى 20% من احتياجات الوكالة الغذائية التشغيلية في شهر تشرين الأول/ أكتوبر. وقد أدى النقص الحاد في الإمدادات في مختلف أنحاء غزة إلى توقف توزيع الأغذية بشكل عام تقريبا.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إن إمدادات المساعدات المحدودة للغاية دخلت إلى الجنوب بسبب انعدام الأمن عند معبر كرم أبو سالم. وهناك حاجة ماسة إلى بيئة آمنة ومواتية للعمليات الإنسانية وحركة القوافل إلى داخل غزة وداخلها.
التهدئة الإنسانية ضرورية لنجاح حملة التطعيم
حذرت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء من أن القصف المكثف والنزوح الجماعي وانعدام الوصول في شمال غزة أجبرت على تأجيل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال هناك.
وقالت المنظمة عشية اليوم العالمي لشلل الأطفال، الذي يصادف 24 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، إن فترات التهدئة الإنسانية ضرورية لنجاح الحملة، مما يسمح للشركاء بتسليم إمدادات التطعيم إلى المرافق الصحية، والأسر للوصول بأمان إلى مواقع التطعيم، والفرق المتنقلة من العاملين الصحيين للوصول إلى الأطفال في مجتمعاتهم.
وأجبرت اللجنة الفنية لشلل الأطفال في غزة على تأجيل المرحلة الثالثة والأخيرة من حملتها ضمن الجولة الثانية لحملة التطعيم واسعة النطاق، والتي كان من المقرر أن تبدأ اليوم الأربعاء، بسبب تصاعد العنف والقصف المكثف وأوامر النزوح الجماعي وانعدام فترات التهدئة الإنسانية المضمونة في معظم أنحاء شمال غزة.
وتهدف هذه المرحلة النهائية إلى تطعيم 119,279 طفلا في شمال غزة، وتنظمها لجنة تضم وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) وشركاء آخرين.
أوامر إخلاء وقصف
في الوقت الحالي، هناك 400 ألف شخص محاصرون في الشمال، ويواجهون أوامر إخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي وقصفا مستمرا في الحرب التي مر عليها أكثر من عام.
وطلبت الأونروا ومنظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى يوم الثلاثاء من السلطات الإسرائيلية الوصول الفوري لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الظروف الحالية، بما في ذلك الهجمات المستمرة على البنية التحتية المدنية، لا تزال تعرض سلامة الناس وحركتهم في شمال غزة للخطر، مما يجعل من المستحيل على الأسر إحضار أطفالهم بأمان للتطعيم، وعمال الصحة للعمل.
موارد وإمدادات جاهزة
ونبهت منظمة الصحة العالمية إلى أنه من الضروري وقف تفشي شلل الأطفال في أقرب وقت ممكن، قبل أن يصاب المزيد من الأطفال بالشلل وينتشر فيروس شلل الأطفال بشكل أكبر.
ودعت إلى تسهيل حملة التطعيم في شمال غزة من خلال تنفيذ فترات التهدئة الإنسانية، وضمان الوصول إلى أي مكان يوجد فيه الأطفال المؤهلون.
وحثت منظمة الصحة العالمية واليونيسف جميع الأطراف على ضمان حماية المدنيين والعاملين الصحيين والبنية التحتية المدنية، مثل المدارس والملاجئ والمستشفيات، وتجديد دعوتهما لوقف إطلاق النار الفوري.
حتى الآن، تم تجهيز جميع اللوجستيات والإمدادات والموارد البشرية المدربة لتطعيم الأطفال في جميع أنحاء شمال غزة بجرعة ثانية من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع 2 بعد جولة أولى أجريت في جميع أنحاء قطاع غزة ما بين 1 و12 أيلول/سبتمبر 2024.
ومع ذلك، فإن العديد من الأطفال في شمال غزة قد فاتتهم جرعة لقاح شلل الأطفال، نظرا لأن المنطقة المعتمدة حاليا لفترات التهدئة الإنسانية المؤقتة قد تقلصت بشكل كبير وأصبحت تقتصر الآن على مدينة غزة فقط، وهو انخفاض كبير عن الجولة الأولى.
ومنذ إطلاق الجولة الثانية من حملة شلل الأطفال في غزة في 14 تشرين الأول/ أكتوبر، تم تطعيم 442,855 طفلا دون سن العاشرة بنجاح في وسط قطاع غزة وجنوبه، وهو ما يعادل 94 في المائة من الأطفال المستهدفين في تلك المناطق.
وتلقى 357,802 طفلا تتراوح أعمارهم بين عامين وعشرة أعوام مكملات فيتامين أ كجزء من الجهود الرامية إلى دمج تقديم لقاح شلل الأطفال مع الخدمات الصحية الأساسية الأخرى في غزة.
إرسال التعليق