لبنان: تصاعد العنف، تطورات اليونيفيل، وخطر انتشار الكوليرا

ووفقا لليونيفيل، انتهكت القوات الإسرائيلية، يوم أمس الأربعاء، المجال الجوي اللبناني 60 مرة، وهو “أعلى عدد من الانتهاكات، خلال 24 ساعة، منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023”. 

وأفادت التقارير بوقوع ضربات في مناطق بجميع أنحاء لبنان، بما فيها وادي البقاع وصيدا والنبطية. كما استمرت ضربات حزب الله على شمال إسرائيل، بما في ذلك باتجاه حيفا.

وعلى مدار الـ 24 ساعة الماضية، واصل جنود حفظ السلام ملاحظة تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، مع تأثيرات في مناطق عيتا الشعب وميس الجبل ومركبا والطيبة ورب ثلاثين، فضلا عن استمرار النشاط العسكري من قبل الجيش الإسرائيلي داخل منطقة عمليات البعثة. واستمر بعض هذا النشاط بالقرب من مواقع الأمم المتحدة مما يعرض سلامة وأمن جنود حفظ السلام للخطر.

وبالأمس، لاحظت البعثة دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي تطلق النار على برج مراقبة في موقع للأمم المتحدة بالقرب من كفر كلا. وقد تضرر البرج ودُمرت الكاميرات. ولحسن الحظ، لم يُصب أي من جنود حفظ السلام. 

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق في المؤتمر الصحفي اليومي: “نواصل الاحتجاج  لدى السلطات الإسرائيلية على هذه الإجراءات ونذكـّر جميع الجهات الفاعلة بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة واحترام حرمة مبانيها في جميع الأوقات”.

الوضع الإنساني

وعلى الصعيد الإنساني، أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الغارات الجوية المتصاعدة تؤثر بشدة على الأسر في جميع أنحاء البلاد. وفي أعقاب الضربات المميتة التي تعرضت لها مدينة النبطية يوم أمس الأربعاء – والتي أسفرت أيضا عن مقتل أعضاء من فريق الإغاثة المحلي في البلدية ورئيس البلدية – دعا منسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا إلى حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

وقال ريزا إن المرافق الصحية والمساجد والأسواق التاريخية والمجمعات السكنية والمباني الحكومية تحولت إلى أنقاض، مضيفا أن العائلات النازحة لا تزال تشعر بالخطر، حتى بعد الفرار إلى مناطق أكثر أمانا. ,وفقا للسلطات اللبنانية، قُتل أكثر من 2,300 شخص وأصيب أكثر من 11 ألف شخص منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينما نزح أكثر من 1.2 مليون شخص.

وأكد السيد ريزا ضرورة السماح للمدنيين بالسعي إلى الأمان، وتسهيل الإغاثة الإنسانية دون عوائق، مشددا على ضرورة أن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من أداء واجباتهم بأمان.

امرأة تستلم مجموعة أدوات النظافة في برج حمود، لبنان.

خطر الكوليرا بين النازحين

على صعيد ذي صلة، حذرت منظمة الصحة العالمية من اكتشاف أول حالة إصابة بالكوليرا في محافظة عكار أقصى شمالي لبنان، مما أثار مخاوف بشأن تعرض النازحين بسبب القصف الإسرائيلي لخطر الإصابة بهذا المرض الذي قد يكون مميتا.

وأفاد مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس بتفعيل خطة استجابة لتعزيز المراقبة وتتبع المخالطين وأخذ عينات من المياه. وخلال حديثه للصحفيين في جنيف، قال الدكتور تيدروس إن السلطات الصحية اللبنانية أطلقت حملة تطعيم فموي في آب/أغسطس الماضي استهدفت 350 ألف شخص. لكنه قال إن الحملة الصحية توقفت بسبب تصاعد العنف.

مخاوف على سلامة من لم يتلقوا التطعيم

بدوره، أعرب الدكتور عبد الناصر أبو بكر، القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عن مخاوفه من أن العديد من الذين فروا من العنف جنوب البلاد لا يتمتعون بحماية من الكوليرا، التي تتفاقم في ظروف المياه والصرف الصحي السيئة. وقد تسبب العنف في تشريد حوالي 1.2 مليون شخص حتى الآن، وفقا للسلطات.

وقال المسؤول الأممي: “قد ينتشر المرض بسرعة كبيرة. لأن بعض هذه المجتمعات من الجنوب ومن بيروت لا تتمتع بالكثير من المناعة ضد الكوليرا على مدار الثلاثين عاما الماضية، وخطر الانتشار مرتفع للغاية”.

ويمثل التهديد المباشر للكوليرا تحديا آخر للعاملين في المجال الإنساني بالأمم المتحدة وشركائهم الذين يعملون في خضم الغارات الجوية المدمرة المستمرة. وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس إن المنظمة وزعت بالفعل إمدادات طبية على المستشفيات ذات الأولوية لعلاج ضحايا القصف الإسرائيلي.

وتعمل منظمة الصحة العالمية أيضا مع الصليب الأحمر اللبناني والمستشفيات لتزويد بنوك الدم بالإمدادات للتبرع الآمن بالدم فضلا عن تدريب الجراحين لإنقاذ الأرواح والأطراف. وأكد تيدروس أن “حل هذه المعاناة لا يكمن في المساعدات، بل في السلام”.

الهجمات على الرعاية الصحية

منذ تصاعد الأعمال العدائية قبل شهر، وقع 23 هجوما مؤكدا على الرعاية الصحية مما تسبب في مقتل 72 شخصا وإصابة 43 من العاملين في مجال الصحة والمرضى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وقال الدكتور تيدروس: ” بسبب القصف المكثف وعدم الأمان، اضطر عدد متزايد من المرافق الصحية إلى الإغلاق، خاصة في الجنوب”، مضيفا أن ما يقرب من نصف جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية في المناطق المتأثرة بالنزاع قد أغلقت، بينما تم إخلاء 11 مستشفى بشكل كامل أو جزئي. 

وقال إن المستشفيات تعاني بالفعل من الضغط الهائل الناجم عن التدفق غير المسبوق للمصابين، في وقت تحاول فيه الحفاظ على الخدمات الأساسية.

source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا