أين أنا ..؟
الحياة كفضاءٍ شاسعٍ لا تعلم له بداية من نهاية،ولولا أنك تحدد وجهتك وأنت فيه ستجدك تبحر في اللانهاية!،ولكن الفضاء ليس به ما بالحياة من مسؤليات ومشاغل،إذًا الحياة تتطلب منا بعض الاهتمام كي نحظى برضاها ونسلم من شرارها.
أغلبنا مع مشاغل ومسؤليات الحياة وما نواجهه من صعوبات ننسى أن نرسم بعض الخطوط العريضة والتي لاغنى عنها في أمور معيشتنا،نسير بطريقة عشوائية،فنجد حالنا لم نصنع شيئاً مفيداً يُذكر لنا،أو أننا غير راضين عن حالنا إذ أننا لم نتقدم متراً واحداً في حياتنا رغم الكد والعمل الشاق الذي لا جدوى منه إطلاقاً!،أوليس ذلك مؤلماً؟بلى هو كذلك لا محال.
بما أننا على مشارف العام الجديد 2021 قررت كتابة هذه المقالة،وأننا كل عامٍ نبحث عن مكان جديدٍ نسهر فيه أو نقضي فيه وقتاً ممتعاً،نبحث عن أشخاص نجد في صحبتهم لذة الضحك والطعام والشراب وننسى غافلين عن أهم شيئ يجب صنعه في نهاية كل عام وهو صنع خطوط عريضة وقوائم عملية وخطط طامحة متطلعة نحو التنفيذ،وأول ما يجب أن تبدأ به هو أين أنا؟
قد يقلل أحدكم من أهمية هذه الثغرات الدقيقة والبسيطة،ولكن الأمور الكبيرة والمشاكل المستعصية تبدأ من تلك الثغرات الدقيقة إذ أن انفجار ماسورة الماء يبدأ بانبجاسٍ صغير ثم مع الوقت انفجارها،كذلك أنت تسير في الحياة دون هدفٍ أو مخطط يحيدك عن السبل الأخرى فتجدك تتخبط يميناً ويساراً لآراء الغير واقتراحاتهم والتي لا تبنى على أسس سليمة في الغالب،هذا لأنك خالٍ تماماً من أي خطط وثوابت تجعل قراراتك وانفعالاتك متزنة تعلم أين هي وما تريد.
حدد أين أنت هذا العام؟ هذا أولاً، ثم انظر أين ترى نفسك بعد ثلاث سنوات؟وهل لديك هذه المُقومات التي تساعدك على أن تصبح هذا الشيئ الذي خططت له أن تصبح عليه؟ لو كانت لديك فهذا شيئ محمود،أما إن كانت ليست لديك تلك المُقومات فيجب عليك العمل على اكتسابها ثم تطويرها من خلال العمل بها أي “توظيفها” في أمور حياتك،وأعلم أنك بهذا ستترقي بنفسك وبعملك،وسيعود عليك النفع أولاً ثم مجتمعك.
إن ما يجعل الأمم تتقدم هو اهتمامها بدقائق الأمور،فلو أتينا مثلاً بورقة بيضاء تماماً ثم ظللنا نقطة سوداء ثم نقطة ثم نقطة،تُرى ماذا سيحل بهذه الصفحة البيضاء الناصعة؟ كذلك حياتك وما يعتريها من دقائق الأمور والمشكلات،تتركها فتتفاقم وتتضخم فتعجب كيف وصل بك الحال إلى هذا الحد
إرسال التعليق