لبنان: على وقع طبول الحرب، "الأغلبية الصامتة تواجه مستقبلا مجهولا"

وفي منشور على منصة إكس، قالت السيدة بلاسخارت: “على وقع طبول الحرب، يغيب صوت الأغلبية الصامتة: النساء والرجال والأطفال الذين يجدون أنفسهم، مرة أخرى، عاجزين أمام مستقبل مجهول. تلوح في الأفق حقيقة قاسية بينما تظل الدعوات لوقف إطلاق النار من دون استجابة”.

وقالت المنسقة الخاصة إن الوقت قد حان لكي يركز لبنان على المصلحة المشتركة التي توحد شعبه: “دولة يمكنها أن توفر، بسرعة وحسم، الاحتياجات الأمنية والإنسانية العاجلة.”

نزوح واسع ومليون متضرر

ووفقا لوكالات الأمم المتحدة فقد تضرر نحو مليون شخص بتصعيد الصراع في لبنان والغارات الجوية الإسرائيلية التي قتلت مئات الأشخاص في مختلف أنحاء البلاد، في ظل تقارير تثير مخاوف من أن إسرائيل تستعد لغزو بري لجنوب لبنان.

وفي منشور على منصة إكس، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المناطق اللبنانية شهدت موجات نزوح واسعة، “فاقت حرب 2006، نتيجة الضربات الجوية العنيفة وأوامر الإخلاء الإسرائيلية”. وأكد المكتب أن 90 في المائة من هؤلاء الأشخاص نزحوا في الأسبوع الماضي وحده.

وفي الوقت نفسه، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن “تدفق” الأشخاص الذين يغادرون لبنان مستمر، حيث وصل عدد من عبروا الحدود اللبنانية إلى سوريا “إلى مائة ألف”، بمن فيهم لبنانيون وسوريون.

الاستجابة الإنسانية

أطلق برنامج الأغذية العالمي عملية طارئة لتوفير المساعدات الغذائية لما يصل إلى مليون شخص تضرروا من التصعيد في لبنان. وتقوم الوكالة بتوزيع حصص غذائية جاهزة للأكل وخبز ووجبات ساخنة وطرود غذائية، بالإضافة إلى مساعدات نقدية للأسر النازحة.

وأكد البرنامج أنه يحتاج بشكل عاجل إلى 105 ملايين دولار حتى نهاية العام للاستمرار في هذه العمليات الحاسمة، ودعا المجتمع الدولي إلى تعبئة الموارد ودعم الاستجابة الإنسانية.

وفي هذا السياق، قالت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية: “لبنان عند نقطة الانهيار ولا يمكنه تحمل حرب أخرى. إن المزيد من التصعيد سيكون ضارا للغاية لشعب هذه المنطقة، الذين مروا بالكثير بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، من شأنه أن يضغط بشكل كبير على القدرات التشغيلية والمالية الجماعية للمجتمع الإنساني. برنامج الأغذية العالمي موجود على الأرض، لكننا بحاجة ماسة إلى التمويل. والأمر الأكثر إلحاحا هو أن الناس في المنطقة بحاجة إلى السلام”.

كما تقدم الوكالات الأممية الأخرى الدعم والمساعدات إلى الأشخاص المتضررين من التصعيد على الأراضي اللبنانية، بما في ذلك الأونروا التي فتحت تسعة ملاجئ تستوعب 3350 شخصا.

وقال المتحدث باسم الأونروا في لبنان فادي الطيار: “تقدم الأونروا في هذه الملاجئ المساعدات على أساس الحياد وعدم التمييز، وتستضيف اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، والمواطنين اللبنانيين، وتدعم كل المحتاجين”.

فاجعة عائلة السمارة

ووفقا لوزارة الصحة اللبنانية، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل 105 أشخاص منذ يوم الأحد في جميع أنحاء البلاد.

الطفلة سيلينا السمارة (6 سنوات) قُتلت مع والديها في منزلهم بمدينة صور الجنوبية يوم 28 سبتمبر 2024.

الطفلة سيلينا السمارة (6 سنوات) قُتلت مع والديها في منزلهم بمدينة صور الجنوبية يوم 28 سبتمبر 2024.

ومن بين ضحايا القصف الإسرائيلي، الطفلة سيلينا السمارة البالغة من العمر 6 سنوات، والتي قُتلت مع والديها في منزلهم بمدينة صور الجنوبية يوم السبت، فيما نجت شقيقتها سيلين البالغة من العمر 10 سنوات رغم إصابتها بجروح في الهجوم.

كانت الشقيقتان من رواد ورشة عمل فنية تديرها المنظمة غير الحكومية “تيرو للفنون” التي لديها مراكز في صور وطرابلس، وتهدف إلى تعزيز التعليم الفني في المناطق المهمشة في جميع أنحاء لبنان وتكوين روابط بين المجتمعات المنقسمة.

وقال الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي، الذي يرأس مجموعة المتطوعين: “سنواصل عملنا من أجل هؤلاء الأطفال والشباب في هذا الوقت من الحرب طالما استغرق الأمر”.

كان السيد إسطنبولي قد حاز على جائزة اليونسكو الشارقة العام الماضي لمساهمته الكبيرة في الثقافة العربية. عام 2021، وأقر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بجهود السيد إسطنبولي في إشراك الشباب من أجل التغيير الإيجابي، وإعادة فتح المسارح التي أغلقتها حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.

source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا