الرئيس الفلسطيني يطالب بتجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة ويقدم رؤيته لما بعد حرب غزة
وفي كلمته اليوم الخميس أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد السيد عباس أن شعبه يتعرض منذ سنة تقريبا ولا زال “لجريمة من أبشع جرائم العصر”، وقال لزعماء العالم: “أوقفوا هذه الجريمة. أوقفوها الآن. أوقفوا قتل الأطفال والنساء. أوقفوا حرب الإبادة. أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل. لا يمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري ضد شعبنا في غزة، وكذلك في الضفة الغربية التي تتعرض لعدوان إسرائيلي يومي متواصل وحملة استيطان شرسة”.
وقال الرئيس الفلسطيني إنه دعا إلى وقف الحرب منذ اليوم الأول وأدان قتل المدنيين “أيا كانوا، من أي جهة ومن أي شعب”، وطالب بإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين من الجانبين، حيث “لا حاجة لاحتجاز الأطفال والنساء والشيوخ”.
كما دعا إلى الجلوس فورا إلى طاولة المفاوضات لتنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية، إلا أن إسرائيل “استغلت ما حدث لشن حرب إبادة جماعية شاملة على قطاع غزة”، وهي الآن “تشن عدوانا آخر على الشعب اللبناني. الشعب اللبناني يتعرض لحرب إبادة أيضا، وعلى إسرائيل أن توقف الحرب في كل من لبنان وفلسطين”.
وقال السيد عباس إن إسرائيل دمرت قطاع غزة بشكل شبه كامل، “وإذا ظنت أنها ستنجو من المساءلة والعقاب على هذه الجرائم فهي واهمة. على المجتمع الدولي أن يسرع فورا في فرض العقوبات عليها. إن المذابح والجرائم والإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق شعبنا منذ قيامها عام 1948 إلى يومنا هذا، لن تمر بدون حساب ولن تسقط بالتقادم، فما ضاع حق وراءه مطالب”.
الدور الأمريكي
وسلط الرئيس الفلسطيني الضوء على الدور الذي قال إن الولايات المتحدة لعبته في استمرار الحرب، حيث إنها استخدمت حق النقض (الفيتو) على ثلاثة مشاريع قرارات في مجلس الأمن كانت تهدف فرض وقف إطلاق النار في غزة، وهي تزود إسرائيل “بالأسلحة الفتاكة التي قتلت آلالاف المدنيين والأبرياء من الأطفال والنساء، وهو ما شجع إسرائيل على مواصلة عدوانها”.
وقال إن الولايات المتحدة “استخدمت الفيتو أيضا لمنع نيل دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”، وقال: “أنا لا أفهم كيف تصر الولايات المتحدة على الوقوف ضد شعبنا، وتصر على حرمانهم من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال كباقي شعوب العالم”.
الشكر والامتنان
أبدى السيد عباس امتنانه للتحول الكبير في مواقف الدول التي تؤيد الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. كما أعرب عن تقديره للاحتجاجات المعارضة “لحرب الإبادة على غزة” التي تجري في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة، “والمتضامنين الشرفاء الذين يأتون إلى فلسطين ويخاطرون بحياتهم”، وقال: “بمن فيهم المواطنة التركية الأمريكية عائشة نور التي قتلها جيش الاحتلال بدم بارد”.
وأضاف: ” أقول لهؤلاء إن الشعب الفلسطيني لن ينسى لكم مواقفكم المشرفة، وسوف نذكركم بكل فخر واعتزاز يوم يزول الاحتلال ويحظى شعبنا بالحرية والاستقلال”.
خطة اليوم التالي
ومع كثرة الحديث عن اليوم التالي للحرب في غزة، طرح الرئيس الفلسطيني رؤيته التي تتألف من 12 بندا، وهي:
- الوقف الشامل والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة والاعتداءات العسكرية وهجمات المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
- إدخال المساعدات الإغاثية بكميات كافية إلى غزة بصورة عاجلة ومنتظمة.
- الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، ورفض إنشاء مناطق عازلة أو اقتطاع أي جزء من أراضي القطاع، ووقف إجراءات التهجير القسري في أنحاء الأرض المحتلة.
- حماية الأونروا والمنظمات الإنسانية من “التعسف الإسرائيلي” وتوفير الدعم السياسي والمادي لها كي تتمكن من أداء دورها.
- توفير الحماية الدولية للفلسطينيين على أرض دولتهم المحتلة، “لأننا لا نحارب إسرائيل وليس لدينا إمكانية أن نحارب إسرائيل وليست لدينا الرغبة في أن نحارب”.
- تولي دولة فلسطين مسؤولياتها في القطاع لتمارس ولايتها الكاملة عليه، بما في ذلك المعابر الحدودية.
- في إطار عملية الإصلاح الوطني الشامل، إعادة بناء البنية التحتية ومؤسسات الدولة التي دمرتها إسرائيل، وإنعاش الاقتصاد والتنمية المستدامة، وإعادة إعمار قطاع غزة وتحميل دولة إسرائيل مسؤولية ذلك.
- بسط سلطة الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير على جميع الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس تمهيدا لإجراء الانتخابات العامة.
- الاستمرار في حشد أكبر دعم دولي من أجل حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بأسرع وقت ممكن.
- التنفيذ الكامل لقرار الجمعية العامة المتعلق بالفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية بما يؤدي لإنهاء الاحتلال خلال 12 شهرا.
- عقد مؤتمر دولي للسلام تحت إشراف الأمم المتحدة خلال عام لتنفيذ حل الدولتين.
- اعتماد قوات حفظ سلام دولية بقرار من مجلس الأمن بين دولة فلسطين وإسرائيل لضمان أمن الدولتين.
وناشد السيد عباس الجمعية العامة تبني هذه الخطة وتوفير جميع الإمكانات الضرورية لإنجاحها، مؤكدا استعداد بلاده للخوض في مناقشات لتعديلها.
واختتم كلمته بالقول: “فلسطين سوف تتحرر رغم أنف من لا يريد، وشعبنا سيواصل حياته في أرض آبائه وأجداده كما فعل لأكثر من ستة آلاف سنة، وسيواصل كفاحه المشروع من أجل الاستقلال، والاحتلال حتما حتما حتما إلى زوال”.
إرسال التعليق