أطفال ولدوا في أشهر الحرب في غزة يتلقون التطعيم ضد شلل الأطفال في ثاني أيام الحملة واسعة النطاق
بدأت الحملة التي تقودها وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف وشركاء آخرين في الأول من أيلول/سبتمبر في المنطقة الوسطى في غزة.
وها هي ابنة وائل الحاج محمد تستفيد من التطعيمات الفموية ضد شلل الأطفال من النوع الثاني داخل إحدى عيادات الأونروا في مخيم النصيرات وسط غزة في إطار المرحلة الأولى من الحملة المكونة من مرحلتين وتستهدف تطعيم 640 ألف طفل.
وقال وائل وهو يحمل طفلته الرضيعة لمراسلنا زياد طالب الذي كان موجودا في المركز الصحي التابع للأونروا: “نأمل أن يكون هذا التطعيم وقاية لأطفالنا خصوصا أن طفلتي ولدت ثاني أيام الحرب، ولذا كنت أعاني مع التطعيمات التي تتلقاها. ولهذا أنا موجود هنا اليوم كي تتلقى طفلتي التطعيم ضد شلل الأطفال لوقايتها من المرض”.
وقف التفشي والمعاناة
وفي اليوم الأول لحملة التطعيم، أكدت الأونروا أنها تمكنت وشركاؤها من تطعيم 87 ألف طفل ضد المرض الذي ظهر في القطاع لأول مرة منذ 25 عاما. وكانت الحالة التي سجلت للطفل النازح مع عائلته، عبد الرحمن أبو الجديان والبالغ من العمر 10 أشهر.
مدير الصحة في الأونروا، أكيهيرو سايتا أعرب عن أسفه لاكتشاف أول حالة للمرض في القطاع، مذكرا كذلك بأنه عند فحص مياه الصرف الصحي في مختبر مخصص من قبل منظمة الصحة العالمية – وهو إجراء يتم في جميع أنحاء العالم للتأكد من عدم وجود فيروس شلل الأطفال، اكتشفوا وجود فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني.
وأضاف سايتا لمراسلنا أنه “لوقف هذا التفشي ووقف معاناة الناس من هذا الأمر الذي يمكن الوقاية منه، يتعين علينا تطعيم 90 في المائة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات”.
ومن أجل الوقاية ووقف المعاناة، يسارع الأهالي إلى المراكز التي توفر اللقاحات للتطعيم ضد المرض، وهم يدركون صعوبة الظروف التي يمرون بها في خضم الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر.
ومن هؤلاء هنادي رزق، التي حضرت إلى عيادة الأونروا في مخيم النصيرات لتطعيم رضيعتها.
وقالت هنادي: “مع انتشار الفيروس في مثل هذا الوضع في ظل الازدحام وعدم وجود منظفات أو أماكن نظيفة، إضافة إلى انتشار مياه الصرف الصحي، وجدنا أن القرار الأصح هو أن نطعم أطفالنا لحمايتهم”.
عملية معقدة للغاية
وكالة الأونروا أكدت في منشور على موقع إكس اليوم الاثنين أن فرقها تنفذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال “معقدة للغاية”، مضيفة أن “فترات الهدنة المؤقتة ضرورية لنجاحها خلال الأسابيع المقبلة”.
بدورها، قالت المتحدثة باسم الأونروا، لويز ووتريدج: “أحد أكبر التحديات هو توزيع اللقاحات بأمان لأن لدينا بعض المناطق فيما يسمى بمناطق الهدنة الإنسانية بين الساعة 6 صباحا و2 ظهرا، ولا ينبغي أن يكون هناك قتال”.
وأضافت: “ما زلنا نجاهد من أجل الوصول إلى المرافق والأسر والأطفال في تلك المناطق. من الخطر للغاية عليهم السفر والتحرك، فهناك قتال مستمر”.
وأشارت إلى أنه كانت هناك ضربات صباح الاثنين وطوال الليل يوم الأحد، مضيفة “لذا فإن القتال لم يتوقف بأي حال من الأحوال. هناك بعض فترات التوقف طوال اليوم، لكنها ليست مضمونة. ليس لدينا ضمان للسلامة للناس، ونحن بحاجة حقا إلى ذلك للوصول إلى جميع الأطفال لتحقيق معدل نجاح للحملة بنسبة تغطية 90 في المائة”.
إرسال التعليق