غزة: أوامر الإخلاء الأخيرة تقرب المدنيين من خط المواجهة بشكل خطير

وأوضح لازاريني في منشور على موقع إكس أن بعض الأطفال “احترق حتى الموت”، وتساءل قائلا: “هل تبقت أي إنسانية؟”. 

وأضاف لازاريني أن “غزة لم تعد مكانا للأطفال. هم أول ضحايا هذه الحرب القاسية. لا يمكننا أن نسمح بأن يصبح (الأمر) الذي لا يطاق هو المعيار الجديد. كفى. وقف إطلاق النار تأخر كثيرا”.

أوامر الإخلاء تقرب المدنيين من خط المواجهة بشكل خطير

وعلى صعيد ذي صلة، حذرت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من أن أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية “المستمرة” في غزة تهدد أهالي القطاع بمزيد من النزوح القسري، الأمر الذي يثير مخاوف من احتمالات انقطاع الخدمات الحيوية قريبا.

بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب في غزة، تم تهجير جميع سكان القطاع تقريبا مرة واحدة على الأقل – وغالبا عدة مرات – بسبب أوامر الإخلاء المتكررة والقصف الإسرائيلي المكثف واستمرار الأعمال القتالية.

وقالت المتحدثة باسم الأونروا لويز ووتريدج، في منشور على موقع إكس: “ما من مكان آمن في قطاع غزة. يبدو الأمر وكأن الناس ينتظرون الموت”.

وأضافت لأخبار الأمم المتحدة أن “المناطق التي كانت (داخل) ‘المنطقة الإنسانية’ أصبحت الآن خط المواجهة”، مشيرة أيضا إلى أن سكان غزة باتوا الآن على بعد “بضعة مبانٍ من خط المواجهة”.

عائلة فلسطينية تحمل ما لديها من متاع بحثا عن مكان آمن مع استمرار النزوح والتصعيد.

 

انخفاض كبير في امدادات المياه 

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أوامر الإخلاء الصادرة اليوم الأربعاء لجزء من دير البلح وخان يونس أثرت على 115 موقعا تستضيف أكثر من 150 ألف شخص من النازحين. ويشمل ذلك 80 موقعا مؤقتا وأربعة مراكز تابعة للأونروا وغيرها و29 مأوى غير رسمي.

مثلما هو الحال مع أوامر الإخلاء السابقة، ذكر مكتب أوتشا أن أوامر الإخلاء التي صدرت اليوم أثرت أيضا على مكاتب الأمم المتحدة ومستودعاتها ومساكنها فضلا عن المرافق التابعة للمنظمات الإنسانية الأخرى وكذلك أسر الموظفين. في أعقاب إخلاء اليوم من دير البلح، اضطر العديد من عمال الإغاثة إلى إخلاء منازلهم مرة أخرى مع عائلاتهم.

وفقا لمكتب أوتشا، حالت أوامر الإخلاء التي صدرت اليوم دون الوصول إلى ثلاثة آبار مياه. تخدم هذه الآبار عشرات الآلاف من الناس. وفي دير البلح، انخفضت إمدادات المياه بنسبة 70%، وهناك أيضا نقص حاد في مواد الصرف الصحي والنظافة.

حتى الآن في شهر آب/أغسطس، أصدرت السلطات الإسرائيلية 11 أمر إخلاء أثرت على حوالي ربع مليون شخص. وفقا لتقديرات المكتب الأممي في بداية آب/ أغسطس، فإن حوالي 90% من سكان غزة الحاليين – البالغ عددهم 2.1 مليون شخص – قد نزحوا بالفعل مرة واحدة على الأقل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

 

قطع طريق محوري

وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الأعمال العدائية المتواصلة وأوامر الإخلاء المتكررة في غزة استمرت في تقييد عمليات الإغاثة “التي كانت تواجه بالفعل قيودا في الوصول ونقص الوقود والتحديات الأخرى”.

وأفاد مكتب أوتشا أن أجزاء من طريق صلاح الدين – وهو ممر حيوي للبعثات الإنسانية من الجنوب إلى الشمال – كانت ضمن أمر إخلاء أصدرته السلطات الإسرائيلية يوم السبت لدير البلح. وأشار إلى أن “هذا جعل من المستحيل تقريبا على عمال الإغاثة التحرك على طول هذا الطريق الرئيسي”. وأصدرت القوات الإسرائيلية أمرا جديدا أثر على الأحياء في وسط المدينة صباح الأربعاء.

وذكر المكتب الأممي أن الطريق الساحلي في غزة “ليس بديلا قابلا للتطبيق”، موضحا أن الشواطئ على طول هذا الطريق “مكتظة بالملاجئ المؤقتة” للفلسطينيين الذين تم تشريدهم من منازلهم.

ونتيجة لذلك، وفقا لمكتب أوتشا، “أصبحت حركة القوافل على طول الطريق الساحلي بطيئة للغاية، كما أن الإمدادات والخدمات الأساسية – مثل نقل المياه – لا تصل إلى المحتاجين بأي قدر قريب من النطاق المطلوب”.

تجبر أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة العائلات في خان يونس على الفرار مرة أخرى بحثا عن الأمان.

 

تدمير المرافق في خان يونس سيكون كارثيا

في خان يونس، حيث عادت الدبابات الإسرائيلية، أعربت الأونروا عن مخاوف متزايدة من أن المرافق الرئيسية في مناطق المدينة الجنوبية المقرر إخلاؤها قد تتضرر أو تدمر قريبا.

وتشمل هذه المرافق محطة ضخ المياه التي تم ترميمها مؤخرا في خان يونس والتي تخدم حوالي 100,000 شخص، والمركز الصحي الياباني التابع للأونروا في خان يونس والذي أعيد افتتاحه الشهر الماضي – والذي من المفترض أن يلعب دورا رئيسيا في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال القادمة – ومركز تدريب خان يونس، وهو منشأة كبيرة تستخدم الآن كمستودع لتخزين الإمدادات الإنسانية.

وقالت لويز ووتريدج لأخبار الأمم المتحدة: “بدون هذا المستودع، لا يمكننا إحضار المساعدات ووضعها في أي مكان. لم يتبق أي مستودع. هناك الماء والأدوية والتطعيمات، وهناك يجري التوزيع. سيكون كارثيا إذا تعرضت أي من هذه المرافق للضرر والتدمير”.

مدرسة مدمرة توفر المأوى لعائلة في خان يونس، غزة.

 

الوضع في الضفة الغربية

بشأن الوضع في الضفة الغربية، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية باستمرار العنف، مشيرا إلى مقتل أكثر من 600 فلسطيني في الضفة الغربية، وكذلك القدس الشرقية، منذ أكتوبر/تشرين الأول – الغالبية العظمى منهم على يد القوات الإسرائيلية، وما لا يقل عن 11 شخصا على يد المستوطنين الإسرائيليين.

وخلال الفترة نفسها، قُتل 15 إسرائيليا على يد فلسطينيين في الضفة الغربية، وكذلك في القدس الشرقية.

كما سجل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية حوالي 1,270 هجوما من قبل المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين على مدى الأشهر العشرة الماضية، مما تسبب في وفيات وإصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط، يوم غد الخميس، سيستمع خلالها إلى إحاطة من تور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط.

source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا