صفعات الحياة
بقلم/محمد فهمي
صفعات الحياة لنا من الحقائق التي لا يمكن نكرانها،فكل من يعيش على هذه الأرض قد صفعته الحياة يوماً ما،الحياة كريح هادئة لها نسيماً وعطراً يجبرك على حب الحياة وإن كنت لها كارهاً،وفجأة هذه الريح الخفيفة تشتد فتدفعك أرضاً فتجد نفسك مذهولاً من تقلبها!،تلك هي”الحياة” سهلة وكثيرة التقلب،عطاءة أحياناً ومانعة أحياناً – مع ضرورة الإقرار بأن المنع والمنح بيد الله- (عز وجل),ولكن يجب ألا نغفل أن الله (سبحانه وتعالى) أمرنا بالأخذ بالأسباب،ولكن تُرى ما الذي يتوجب علينا فعله تجاه الحياة وصفعاتها؟؟ هذا هو موضوعنا اليوم،فالنبدأ جولتنا في فضاء مقالتنا الفسيح.صفعات الحياة من وجهة نظر البعض اختبارات ويجب اجتيازها،ومن وجهة نظر البعض الآخر هي ابتلاءات ولعنة أصابتهم بها الدنيا عن عمد، وأنهم ليس لهم حظاً ونصيباً للعيش في الحياة ومن ثم يميل إلى الإنتحار أو التحول إلى إنسان عدواني كارهاً للحياة وكل حي على الأرض فينشر الأذى والسلبيات.”صفعات الحياة”من وجهة نظري ما هي إلا هدايا ثمينة لنا،دروس تعليمية ليست مجانية،ندفع ثمن تعلمنا دائماً لا شك،ولكن نتعلم مرة وندفع الثمن كي نتأقلم ونعلم جيداً كيف نسير على خطى عاقلة راشدة،كي نضع لأنفسنا خطوط عريضة سليمة من أي شوائب تعوق خطاك في طريق بناء مستقبلك.عزيزي القارىء،اتدري أنك في هذه اللحظة وأنت تقرأ هذه المقالة الحياة تبعث لك بهذه الرسالة لتنصحك وتقوم فِكرك أو لتُعيد أنت نظرتكتجاهها!؟؟والهدف من رسالتنا هو كيف نفسر ونستقبل تلك الصفعات؟يجب أن نواجه صفعات الحياة بصدر رحب دون جزع وإلا كيف كنا سنتعلم كيف نواكب الحياة ومتطلباتها! وكيف كان سينجح العالِم لو لم يفشل مرة تلو الأخرى؟! إذاً صفعات الحياة مهمة جداً لإحداث التغيرات بداخلنا وتنمية المدارك والوعي بداخلنا،ويجب أن نعلم أنه عندما نواجه أي مشكلة أو صدمة ما أنها تخبىء وراء ظهرها الحل والإفادة والدرس والعِبرة لنا،ولكن كل ما علينا هو التأمل والتدبر والتفكر فيما نحن عليه ومأ نحن مُقبلون عليه.ذكِّر حالك دائمًا أن هذه المصاب وهذه المتاعب والصفعات هي من كنوز الحياة لك،فلا تيأس فتترك نفسك للتيار الوهمي والذي لا يبقى على عزيزٍ ولا غالٍ،وأعلم عزيزي أن الاستسلام وتجاهل المصاب والمشكلات لن يحل ولن يفيد ولن يُضيف شيئا،ًبل تتفاقم وتتضخم، فلا تترك نفسك للظروف وابحث دائمًا ونقب عن مزايا هذه العقبات واعمل على الخروج من هذه المحن بالمنح.
إرسال التعليق