غوتيريس يحض على حظر إعلانات الوقود الأحفوري ويحذر من "جحيم مناخي"
حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأربعاء، على خفض إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري عالميا، وقال إن العالم بحاجة إلى مخرج من الطريق السريع نحو جحيم مناخي، بعدما أظهرت بيانات علمية أن الأشهر الـ12 الأخيرة كانت كلها الأكثر حرا على الإطلاق.
نشرت في:
4 دقائق
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء، أن البشر يشكلون خطرا على كوكب الأرض يوازي خطر النيزك الذي أباد الديناصورات، وحض على وضع حد لإعلانات تروج للوقود الأحفوري، بعدما أظهرت بيانات علمية أن الأشهر الـ12 الأخيرة كانت كلها الأكثر حرا على الإطلاق.
بالفعل بدأت تحولات مناخية دراماتيكية تسبب خسائر فادحة في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى تأجيج الظواهر الجوية القصوى والفيضانات والجفاف، مع ذوبان أنهار جليدية، وارتفاع مستويات سطح البحار.
ودعا غوتيريس إلى فرض حظر على إعلانات النفط والغاز والفحم، مصادر الطاقة التي تعد العوامل الأساسية للاحترار العالمي، بعد إصدار مراصد مناخية عالمية أرقاما جديدة تؤشر إلى أن الكوكب في خطر.
وقال غوتيريس خلال كلمة حول المناخ في متحف التاريخ الطبيعي في نيويورك: “في حالة المناخ، نحن لسنا الديناصورات. نحن النيزك. نحن لسنا فقط في خطر، نحن الخطر”.
وفق بيانات أصدرها المرصد الأوروبي كوبرنيكوس الأربعاء، فإن الشهر الماضي كان الأكثر حرا من بين كل أشهر أيار/مايو، وهو ما “يمثل 12 شهرا متتالية من أشد الشهور حرارة على الإطلاق”.
وقال المرصد إن متوسط درجة الحرارة العالمية بين حزيران/يونيو 2023 وأيار/مايو 2024 كان “أعلى بـنحو 1,63 درجة مئوية من متوسط ما قبل الحقبة الصناعية 1850-1900″، في إشارة إلى الفترة التي سبقت بدء ارتفاع درجة حرارة الكوكب من جراء انبعاثات غازات الدفيئة التي يسببها الإنسان.
وفق كوبرنيكوس كان العام 2023 الأكثر حرا على الإطلاق، متخطيا بـنحو 1,48 درجة مئوية مستويات ما قبل الحقبة الصناعية، في إشارة إلى ظاهرة إل نينيو المناخية الطبيعية التي تدفع بدرجات الحرارة صعودا.
على الرغم من أن ظاهرة “إل نينيو” بصدد التبدد، أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن هناك احتمالا بنسبة 80 % أن يتجاوز متوسط الحرارة السنوية حد 1,5 درجة مئوية في واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة.
وحذرت المنظمة من أن البشرية لا تتعامل بجدية مع الأهداف المحددة في اتفاقية باريس للمناخ المبرمة في 2015، التي تنص على إبقاء الاحترار ضمن هامش 1,5 درجة مئوية.
لكن مخاطر التخطي المؤقت لهذا الحد تتزايد منذ العام 2015، وفق المنظمة.
وقال غوتيريس إن “الانبعاثات العالمية ينبغي أن تنخفض بنسبة 9 % كل عام حتى 2030، للحفاظ على إمكان الإبقاء على الاحترار في حدود 1,5 درجة مئوية. لكنها بدلا من ذلك تنحو منحى خاطئا”. في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) الذي انعقد في دبي، تم الاتفاق على “التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري”، لكن انخفاض الانبعاثات لن يكون وشيكا.
“حظر الإعلانات النفطية”
وقال غوتيريس: “عرابو فوضى المناخ – صناعات الوقود الأحفوري – يحققون أرباحا قياسية، ويتنعمون بتريليونات من الإعانات الممولة من دافعي الضرائب”. وأضاف: “أحض كل البلدان على حظر إعلانات شركات الوقود الأحفوري”، مشبها الأمر بحظر مفروض على منتجات تؤذي صحة الإنسان على غرار التبغ.
وتابع: “هناك حاجة إلى مخرج من الطريق السريع المؤدي إلى الجحيم المناخي”، في حين يتوقع أن تبدأ الجهات الموقعة على اتفاقية باريس بإعلان نتائج جديدة لانبعاثاتها في مطلع العام 2025.
وجدد غوتيريس الدعوة لفرض ضرائب على أرباح صناعات الوقود الأحفوري لتمويل مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرا خصوصا إلى “رسوم تضامنية على قطاعات مثل الشحن والطيران واستخراج الوقود الأحفوري”. وقال: “حتى لو وصلت الانبعاثات إلى الصفر غدا، فقد خلصت دراسة حديثة إلى أن فوضى المناخ ستكلف 38 تريليون دولار سنويا على الأقل بحلول عام 2050”.
وهذا الرقم يتخطى مبلغ 2,4 تريليون دولار تحتاج إليها البلدان النامية، باستثناء الصين، للتخلي عن الوقود الأحفوري، والتكيف مع كوكب أكثر دفئا، وفقا لتقديرات خبراء الأمم المتحدة.
إرسال التعليق