12:44 م


الخميس 08 أغسطس 2024

بعد مجود استمر 20 عاما، كشفت دراسة حديثة النقاب عن حقيقة أسنان وعظام ذراع تعود إلى إنسان “الهوبيت” الذي عاش منذ نحو 700 ألف عام على جزيرة بين المحيطين الهندي والهادئ.

وحسب الدراسة التي نُشرت، في مجلة “Nature” العلمية، فإن هذا النوع، القزم أو “Homo floresiensis”، الذي يُطلق عليه أحيانا اسم “الهوبيت”، ربما كان أصغر حجما مما كان يُعتقد سابقا.

اكتشف “الهوبيت” لأول مرة منذ 20 عاما داخل كهف ليانج بوا في جزيرة فلوريس الإندونيسية، حيث وجد العلماء الأستراليون والإندونيسيون عظاما وأسنانا، بالإضافة إلى أدوات حجرية استُخدمت على الأرجح لتقطيع اللحم.

وأحدث اكتشاف سلالة (الهوبيت) عام 2003 ضجة في الأوساط العلمية، وكان يبلغ طول قامته 106 سنتيمترات وله مخ صغير في حجم دماغ الشمبانزي، وكان يتقن صنع الأدوات الحجرية واستخدامها وربما كان يتغذى على صغار الفيلة.

ومن خلال تحليل أرضية الكهف، حدد العلماء حينها أن عظام الإنسان القزم كانت تعود إلى فترة ما بين 60 و100 ألف عام.

وأثار هذا الاكتشاف المذهل حيرة العلماء في محاولة إدراج الإنسان القزم ضمن شجرة عائلة البشر وأقاربهم المنقرضين، وهي مجموعة تُعرف باسم البدائيين.

وافترض بعض العلماء أن العظام تعود إلى بشر مصابين بأمراض نمو، حسب “نيويورك تايمز”، لكن العديد من الباحثين رفضوا هذا التفسير، لأن تشريح الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض لا يتطابق بشكل وثيق مع تشريح الحفريات.

وأخذ الجدل منعطفا عام 2016 عندما أبلغ الباحثون عن مجموعة مثيرة للاهتمام من الحفريات الأقدم بكثير من منطقة أخرى في فلوريس تسمى ماتا مينج، يعود تاريخها حوالي 700 ألف عام، وتتكون من 6 أسنان وجزء من الفك.

وهذا الأسبوع، كشف فريق العلماء بموقع يسمى “ماتا مينج” عن سنيّن صغيرين أخريين، بالإضافة إلى جزء من عظم العضد، وهو العظم العلوي للذراع.

وقال عالم الأنثروبولوجيا القديمة بجامعة طوكيو المشارك في الدراسة، يوسوكي كايفو: “لم نتمكن من تحديد ما إذا كان هذا ينتمي إلى طفل أو بالغ. هذا هو السؤال الرئيسي”.

وقارن كايفو وزملاؤه عظم العضد بعظام ذراع الأطفال والبالغين في العصر الحديث، غير أن عظم “الهوبيت” كانت به علامات تشير إلى أنه توقف عن النمو، وأنه كان شخصا بالغا.

كان عظم العضد في “ماتا مينج” أصغر عظم عُثر عليه لأي إنسان بالغ حتى الآن، إذ يُقدر العلماء وفق الدراسة أن صاحب الذراع كان طوله 100 سنتيمتر فقط.

وتشير الدراسة إلى أن إنسان فلوريس تطور من نوع طويل القامة من البشر نشأ في أفريقيا ويعرف بالإنسان المنتصب، إذ انتقل إلى جزيرة جاوة الإندونيسية منذ حوالي 1.3 مليون عام وبقي هناك لأكثر من مليون عام.

ويقول العلماء إنه عزلة الإنسان المنتصب في فلوريس أسهمت في انكماش قامته، لتصل إلى قامة “الهوبيت” بحلول 700 ألف عام مضت.

وتوقع كايفو أن نقص إمدادات الغذاء على الجزيرة ربما دفع إلى التطور الاستثنائي للإنسان القزم، إذ يقول: “إذا ذهبت إلى جزيرة معزولة لا يوجد بها أسود أو نمور، فلن تضطر إلى أن تكون كبيرا”.

اقرأ أيضا:

كيف كان شكل أجدادنا.. 18 صورة واقعية مذهلة لتحولات البشر على مر العصور