الأبناء واستغلال شهر رمضان
جميعنا يشهر أياماً مباركات بها نفحات طيبة,إنها أيام الشهر الكريم شهر الصيام والدروس والتعلم نستمدها من تعاليم ذلك الشهر وعباداته,فالصيام مثلاً يعلمنا الصبر والتغلب على النفس وشهواتها,والشعور بالفقراء في مسألة الجوع,والضعفاء في مسألة الوهن إذا ما مرض ولم يجد ما يسد ضعفه من لُقيمات يصلب بها جسده,ولكن كل ذلك نعلمه والذي لا يعلمه الأغلب أن رمضان يعود على الصغار بالفوائد والدروس أكثر منه على الكبار.
في رمضان كما نعلم تكثر العزائم,سواء عند الأرحام أو الأصدقاء ففي كلا الحالتين يمكننا تعليم الطفل أن ذلك واجباً علينا فذلك يسمى (صلة الرحم) ومشاركة الأقارب والأصدقاء الشعائر الدينية فهذا شيء محموداً ولا يجب التقصير فيه ,ولا نجعلها في نظره مجرد انتقال من بيت لآخر لتلبية واجب وامتلاء البطون ببعض الطعام والسلام!
كذلك يمكننا أن نعلمهم الاعتدال في النوم,في استخدام الهاتف المحمول في الألعاب,في التواصل مع أصدقائه على مواقع التواصل الاجتماعي إن كان يمكنه استخدامه في نصحه بأن رمضان شهر مبارك تضاعف فيه الأجور,وأنه يجب أن يستغل تلك الأوقات الثمينة في التجارة مع الله ,وأن ذلك سيعود عليه بالخير فيما بعد,وتشجيعه على قراءة القرآن بما أن القرآن قد نزل في هذا الشهر الكريم ,وتدوين نتائجه وإنجازاته في فعل الخيرات في لوحة أو كراس فتبدأ الأم أو الأب بحصر نتائجه كل أسبوع ومكافأته عليها,فلا شك أن على مدار الشهر سيترك ذلك أثراً طيباً في نفس الابن.
البحث عن البرامج الدينية التي تم إعدادها ويتم بثها على القناوات,ففيها قصص الأنبياء عليهم السلام,وقصص صحابة وغيرهم من القصص التي يمكن أخذ الكثير من العبر منها ,والتثقف شيئاً فشيئاً والاستزادة من الدين ومحاولة الوقوف على أسسه والمبادىء التي قام عليها,وكيف يمكننا السير على نهجه سيراً سليماً صحيحاً لا تدخله أي شوائب أو تلاعب فتصبح عقيدة الابن سليمة سوية فطرية.
محاولة إفهام الأبناء أن الصيام له العديد من الفوائد وأنه ليس شيئاً بمثابة عقاب من الطعام والشراب وغيره,بأن له فوائد صحية على البدن ,كما أن له الأجر العظيم سيرى أثره في الدنيا والآخرة,وتعليمه أنواع الصيام وهما (الصوم الأصغر -الصوم الأكبر),أما الصوم الأصغر فهو الإمساك عن المفطرات (طعام وشراب)وأي مفطر في نهار رمضان حتى غروب الشمس,أما الصوم الأكبر فهو صوم القلب والجوارح عن كل ما حرم الله من قول أو فعل أو خلق سيئ أو نية سيئة وغيرها من الأفعال الغير حسنة,بهذا تقوم أخلاق الأبناء ونخرج من رمضان بكثير من الآثار الإيجابية.
إرسال التعليق