عقدة “قائمة المنقولات ” الزوجية
هي مأساة يعيشها كثيراً من شباب وبنات هذا الجيل، فكيف يكون لهذه الورقة كل هذا الاجلال والسلطان علي الناس.
فقد يفشل وينتهي مشروع الزواج بين أثنين لم يتفقا علي تعظيم وتقييم تلك الورقة وما تحتويها.
كما هو معروف في العلاقات الرسمية المنضبطة بين كل شاب وفتاة، فيأتي الشاب بكل قناعة تامة الى بيت “إبنة الحلال” ليتقدم لخطبتها، فتسعد الام وينجلي الاب، ترحيباً وبهجة للعريس المتقدم، ولكن ترحيب وبهجة يعقبها خطة حربية ودراسة قانونية تفصيلية لما يسمى “بقائمة المنقولات” وهو أمرا يراه بعض الناس ضماناً لحق العروس، ويراه البعض الاخر تهديداً للزوج وتخويفا له من تقلبات الغدر المحتملة.
وتأتي ضمن القائمة تلك القطعة الخشبية التي يطلق عليها اسم “النيش” الذي يحتوي علي كل ما هو زجاجي واشياء هشه خفيفة الوزن عالية الثمن والتي قد تكسر أثناء النقل والتجهيزات لبيت الزوجية بعد أن يوقع باستلامها الزوج المنتظر.
وتأتي لحظة المواجهة، فقد جهز والد العروس قائمة المنقولات ليعرضها علي العريس ليوقع بالاستلام علي ورقة تقدر بآلاف آلاف الجنيهات، والذي يكتب فيها ” ما يكتب ومالا يكتب ” ضماناً لحق ابنتنا، فيعترض العريس متسائلاً لوالدها .؟
هل ستأمني علي أبنتك، ولا تأمني علي تلك الاشياء المستهلكة.!
ولماذا تكتب في تلك القائمة تلك الاشياء التي قد تبلى وتستهلك بعد ايام من زواجنا؟
وهنا يعترض الاب قائلاً. ليس لرفضك معنى سوى انك تنوي لابنتنا شرا، فلو كنت متمسك بها لما أهمك ما قد يكتب، فيرد عليه العريس مستهيناً.، لو وقعت باستلام الف قائمة مثل هذه واردت ان أغدر بأبنتك لأجبرتها علي التنازل ثم اطلقها ولن تمنعني تلك الورقة المكتظة بالاكواب والملاعق..
وهنا ينتهي الامر بأن يمزق الاب ورقة المنقولات قائلاً للعريس، ها قد أظهرت نواياك، أذهب فإن ابنتنا لن تكون لك…
وتنطفئ مصابيح الفرحة..
وينتهي الفرح قبل ان يبدأ.، بسبب تعقيدات العرف المتبع ” المبتدع” في زمانا كان يجب علينا أن نخفف علي أبناء هذا الجيل أعباء تلك الحياه ونيسر عليهم طريق الزواج لإتمام مراد الله في الأرض وليس العكس..
إرسال التعليق