كيف تنهض الأمة العربية؟

يقول سبحانه وتعالى “كنتم خير أمة أُخرجت للناس”، قاصداً الأمة المحمدية، التي كانت ومازالت أسرة واحدة، قد يختلف أطرافها ولكن لم ولن يفترقوا، مهما حاول أعداء الدين الإسلامي والأمة العربية إشعال نيران الفتنة بينهم، ولكن الهروب من مواجهة الأزمة أدى إلى ظهور آثارها السلبية على العرب، وتوسيع الفجوة بينهم سياسياً واقتصادياً بل وإنسانياً أيضاً، وكانت النتيجة استسلامهم للأمر الواقع، فكيف تتمكن الدول العربية من إعادة اتحادها ونهضتها؟
من أهم خطوات إعادة أمجاد الشعوب العربية، العمل على تقليص نسب البطالة في معظم الدول؛ تلك الأمنية الضائعة التي دفعت الشباب للجوء إلى “التجارة الإلكترونية”، وهي بيع وشراء المنتجات عبر تطبيقات الهاتف والإنترنت، بدلاً من البحث عن خطط التطوير في أوطانهم، وعلى الجهة الأخرى، توجد مشكلة “الأمية”: ذلك الوباء الذي أصاب عقول البشرية؛ وتنوعت صوره بين العجز عن القراءة والكتابة وأيضاً التفكير والقدرة على مواكبة التقدم، وإذا نشأ الفرد في مجتمع يعاني من البطالة والأمية لابد أن يسير في طريقين؛ إما الهجرة من وطنه والبحث عن الرزق والحياة الكريمة في مكان آخر، كنتيجة لانتشار المحسوبية وعدم تكافؤ الفرص، أو الارتماء في أحضان الجماعات الإرهابية، التي تشجع الشباب على الأعمال الإجرامية، وقتل الأبرياء في حوادث مريرة تناقلتها وسائل الإعلام، وفي هذا الصدد لابد أن نتذكر أن القادة العرب يملكون حلول الأزمة؛ لإعادة المجتمع الإسلامي إلى صوابه وعزته وكرامته أمام الغرب، ففي الاتحاد قوة وبالطبع في الانقسام ضعف، وإذا قررت الدول العربية إشعال الخلافات الحدودية بينهم، لابد أن يتنازل الجميع من أجل المصلحة العليا.
ختاماً، مازالت الفرصة متاحة أمامنا لوقف نزيف الأمتين العربية والإسلامية، والنهوض بشعوب عاشت الكثير من الأحداث المأساوية، آخرها انتشار فيروس كورونا، وتأثيره على اقتصاد واستقرار أغلب الدول، أهمها: الأردن، الجزائر، والمغرب، وتأثير ذلك على العلاقات السياسية فيما بينها، تحديداً بعد إغلاق الخطوط الجوية بين بعض الدول العربية، وأمام تلك الأزمات والكوارث التي تثير الخوف في نفوس العرب، لابد من بذل كل الجهود الممكنة من أجل النهوض وتشجيع الأجيال الجديدة على التكاتف الذي يتحدى جميع الصعاب.

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا