حدث في مثل هذا اليوم 16 فبراير من عام 1989, اعلان تأسيس تحالف عربي يضم كلاً من مصر والعراق والأردن واليمن تحت مسمى مجلس التعاون العربي , وكان الهدف من هذا التحالف أن يمهد لاتفاقيات تسعى الى التكامل الاقتصادي بين الدول الاعضاء كمرحلة اولى ثم بعد ذلك يمهد لانطلاق توافق سياسي وعسكري وفكري واجتماعي وعلى كافة المستويات , كانت العاصمة العراقية بغداد هي مولد هذا المجلس وبها انتهى أيضًا, وتم الاتفاق بين الدول الأعضاء على أن تكون العاصمة الأردنية عمان مقرًا للأمانة العامة لمجلس التعاون العربي , ولكن لم يكتب لذلك المشروع الهادف الى تحقيق التضامن العربي كفكرة تبدأ بها الدول الأعضاء , وكان السبب الرئيسي والذي حكم عليه بالفشل هو اجتياح العراق للأراضي الكويتية فى عام 1990 , وجاء ذلك دون تنسيق بين الأعضاء ودون استشارتهم أو أخذ رأيهم وكان ذلك القشة التى قسمت ظهر البعير, فضلا عن وجود خلافات كامنة بين الرئيس المصري حسني مبارك وباقي الأعضاء فمع دخول العراق الكويت أعلن الرئيس المصري وقوفه إلى جانب الكويت وأرسل قوات الجيش المصري الى جانب التحالف الدولي لتحريره من غزو العراق فى الوقت الذي دعمت فيه الاردن واليمن صدام حسين بعد الغزو . ومع انتهاء حرب الكويت لم يكن هناك توصل بين الاعضاء لاحياء الفكرة او اتخاذ قرار بشأن مجلس التعاون العربي , وقررت مصر فى عام 1994 رسميا سحب توقيعها على الاتفاقية والخروج من هذا التحالف , بعد أن كانت الأردن قد أعلنت تجميد نشاطه لمدة عامين منذ 1992.

ولكن على ما يبدو وبعد مرور نحو 20 عاما تحاول ثلاث اعضاء احياء الفكرة ثانية مع وجود تنسيق مشترك خلال الفترة الاخيرة وزيارات متكررة بين الثلاثي مصر والعراق والاردن , فلربما يكشف الستار عن فكرة تتمخض من وراء تلك الاجتماعات الثلاثية المتكررة .