البلابل البكماء
عندما نجد عصفوراً جميل الصوت والشكل حبيساً يتوق للتحليق في فسيح الجو نحزن عليه ونقول ليته كان طليقاً ليتمتع بحريته،رغم أننا في الوقت ذاته قد حكمنا عليه بالأسر لجماله لنتمتع بصوته وشكله البديع!،وهل حديثنا في المقالة هذه سيدور حول الطيور؟
بالطبع لا،ولكن ما سبق ذكره كان مجرد مثالاً ليس إلا،اختارته كتشبيه لتقريب صورة أراها مؤسفة جداً وممحقة للحقوق الإنسانية،كيف ذلك؟أقول أن هناك الكثير من الشباب رجالاً كانوا أم نساء لديهم المواهب الراقية والقوة الكافية لصنع ما لا يتخيله بشري ولكن بسبب عالم الخوف المظلم لا يتجرأون على مجرد المشاركة بالآراء الخاصة بهم لتكشف هويتهم وتُسلط الضوء على قدراتهم وجمالهم!
الكثير من محاضرات التنمية البشرية والكثير من المسمايات والعناصر والتعريفات والملحوظات والتي تدور في مدار الثقة بالنفس،فهذا كما أعتقد أنه هو لُب وجذر القضية،الثقة بالنفس يخرج من رحمها النجاح،حسن اتخاذ القرارات،السلوك السوي،السعي وراء النجاح دون خشية من عوائق الخوف.
العقل الباطن يا صديقي،كما أن لك أصدقاء أعزاء،أنصحك بأن تتعرف على صديقٍ جديد يسمى العقل الباطن،وكن له عوناً على الفلاح والخير وقم بتحفيزه وتشجيعه وأقسم لك ستصبح في عوالم النجاح كبلبل يحلق دون أن يبالي لأحد فقد أدرك كنه الأمور والحياة وما هو عليه من إيجابيات وأمور جيدة. لا تمل من قول أنا جيد،أنا لها،أنا أهل لهذا العمل وأنه ليس بهذا القدر من الصعوبة،ليس هناك ما يدعو للخوف من البوح والحديث به أو عنه.
الحياة أقصر من أن تخشى أي شيء،الخوف والخجل لا ينتج إلا تراجع وتزعزع،لا يثمر بل يهدم يوماً بعد يوم،كما أن الناس ليسوا أفضل منك كي ينظرون إليك بنظرة إشفاق على حالتك المتهدورة بسبب خوفك!،خُلقت لهدف،ولو لم يكن لوجودك هدف لما خُلقت من الأساس،فمن الآن نقب عن مزاياك إن كنت لا تعلمها،وإن كنت تعلمها لا تخجل من المشاركة ولا تخف.
أذكر قول الكاتب باولو كويلو في مؤلفاته يقول مثالاً جميلاً وبإيجاز(كان هناك كلباً عطشاً يريد الشرب من بركة ماء فرأى انعكاس صورته في الماء فظل ينبح كي يبعد الكلب الذي رآه وعندما انتهى به المطاف وقد غلبه الظمأ قفز إلى الماء وكأن شيئاً لم يكن وقد تغلب على خوفه)الشاهد هو أن كثيراً ما نواجه مشكلات في حياتنا ونخاف أن نحتك بها مجرد احتكاك وليس الشروع في الحل،مع العلم أن أقصر وأبسط وأسرع الطرق لحل المشكلة هو مواجهتها،فالتغاضي عنها والهروب منها ماهو إلا هروب مؤقت منها أو سبيل لتفاقم هذه المشكلة في حين أنك في غنى عن ذلك تماماً،تأمل جيداً ما حولك ولا تكن مثل البلابل البكماء.
إرسال التعليق