بايدن والملف الفلسطيني وعلاقته بنتنياهو وربما عودة السلطة الفلسطينية الى المفاوضات
شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل فى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب نموا كبيرا وكان اول رئيس امريكي يتخذ قرار بالاعتراف الرسمي بان القدس عاصمة لاسرائيل وتباعا اعلن نقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب الى القدس المحتلة ، ومع تلك الخطوة اصبحت الولايات المتحدة طرف ووسيط غير نزيه منحاز انحياز كامل وواضح وعلني الى اسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني .
وكانت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس ابو مازن قد اعلنت وقتها قطع العلاقات مع الولايات المتحدة لكونها وسيط غير شريف ومنحاز ، لكن من ناحية اخرى راحت الولايات المتحدة من خلال عرابها جاريد كوشنر صهر الرئيس السابق باعلان خطة امريكية سميت بصفقة القرن ، كان مفادها عقد اتفاق اقتصادي وسياسي بين السلطة الفلسطينية واسرائيل من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل مقابل اقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وغزة وعقد صفقة اقتصادية ضخمة وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني .
واستمرارا للمحاولات الامريكية نحو طمس القضية الفلسطينية راحت تعقد صفقات سلام منفردة بين اسرائيل وبعض الدول العربية ، كنوع من خلق عزلة للسلطة الفلسطينية فى محيطها العربي ، ولكن دعونا نقولها صراحة كان العرب فى غفلة من امرهم حينما وقعت بعض الدول تلك المعاهدات قبل اعتراف اسرائيل بقيام فلسطين على حدود ما قبل عام ٦٧ ، فاسرائيل تحاول بشتى الطرق لطمس هوية فلسطين ومحو القضية الفلسطينية وعلى العرب ان يكونوا اداة ضغط على اسرائيل للوصول الى حل عادل قبل تحقيق سلام مع هذا العدو الاول للمنطقة العربية باكملها باطماعه التوسعية .
هذه نقطة لابد وان يضعها صانع القرار العربي فى اعتباره مع وجود ادارة امريكية جديدة تستطيع ان تتفهم موقفك الى حد ما وعلى ما يبدو ان العلاقات بين بايدن ونتنياهو لن تكون كما كانت مع ترامب الذي وضع شيكا على بياض امام اسرائيل لتفعل ما تشاء بالمنطقة دون تحجيم . فبايدن لم يتصل حتى الان بنتنياهو منذ توليه الرئاسة ، وقد يشهد هذا الملف حساسية شديدة وقد نرى حدوث نوع من الضغط على اسرائيل من جانب بايدن للجلوس على مائدة المفاوضات وفتح صفحة جديدة مع السلطة الفلسطينية ودعوتها الى جلسة المفاوضات .
إرسال التعليق