أوتشا: وسائل البقاء تُفكَك في غزة وسط قتل وتشويه المدنيين على مدار الساعة
جاء هذا بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مستشفى كمال عدوان كان قد خرج عن الخدمة يوم الجمعة في أعقاب اقتحام القوات الإسرائيلية له، والذي حرقت خلاله أجزاء من المستشفى وأُجبر المرضى ومقدمو الرعاية والموظفين على المغادرة، فيما تم اعتقال آخرين من بينهم مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية.
وفي منشور على منصة إكس اليوم الاثنين، كرر المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس دعواته للإفراج عن الدكتور أبو صفية، الذي لا يزال مكانه مجهولا.
ويوم أمس، قامت مجموعة من الوكالات الأممية، بما في ذلك مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي ـ فضلا عن شركاء مثل الهلال الأحمر الفلسطيني ـ بتسليم الإمدادات الطبية الأساسية والصحية، والطعام والمياه للمرضى ذوي الحالات الحرجة، ومقدمي الرعاية والموظفين الذين تم إجلاؤهم من مستشفى كمال عدوان إلى المستشفى الإندونيسي، الذي هو أيضا خارج الخدمة.
وفي مؤتمر صحفي عقدته في نيويورك، قالت السيدة فلورنسيا سوتو نينو-مارتينيز من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن زملاءها أبلغوها بأنه تم إجلاء عشرة مرضى من المستشفى الإندونيسي، “أربعة منهم اعتقلتهم القوات الإسرائيلية عند نقطة التفتيش أثناء مغادرتهم المنطقة”.
وقالت: “ما زال سبعة مرضى إلى جانب 15 من مقدمي الرعاية والعاملين الصحيين في المنشأة، التي تضررت بشدة، ولم تعد لديها القدرة الآن على تقديم الرعاية الطبية. وأفاد الفريق أيضا بأن المستشفى ليس لديه ماء أو كهرباء أو صرف صحي.”
وقالت السيدة نينو-مارتينيز إن بعثة يوم أمس إلى شمال غزة كانت استثنائية لأن معظم محاولات المنظمة – والتي تصل إلى أكثر من 150 محاولة منذ تشرين الأول/أكتوبر – تم رفضها من قبل السلطات الإسرائيلية، مشيرة إلى أنه حتى تلك تم الاتفاق عليها في البداية واجهت عوائق شديدة. فبين يومي الجمعة والأحد، رفضت السلطات الإسرائيلية ثلاثا من أصل أربع محاولات للمنظمة للوصول إلى المنطقة، ولم يُسمح إلا لهذه البعثة بالمرور – رغم أنها واجهت عوائق أيضا. وأضافت: “أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه لا ينبغي أن يتطلب الأمر كسر الحصار لمساعدة الناجين المحتاجين بشدة. يجب منح عمال الإغاثة الوصول الآمن وغير المقيد لمساعدة الناس أينما كانوا.”
وفي الوقت نفسه، تستمر عمليات النهب المسلح في القطاع. وفي هذا السياق، قالت السيدة نينو-مارتينيز إنه تم تسجيل حادثتين خلال الأيام الثلاثة الماضية في جنوب غزة، مما أثر على عشرات الشاحنات المحملة بالإمدادات وعرض السائقين لمخاطر جسيمة.
وأضافت أن القتال والقيود الإسرائيلية على الواردات التجارية وغيرها لا تزال مستمرة، منبهة إلى أن هذا الأمر “يستمر في شل العملية الإنسانية في وقت تحتاج فيه الأسر بشكل عاجل إلى الغذاء والمأوى والملابس، خاصة وأن الشتاء يضربهم بشدة.”
إرسال التعليق