شعار "الشّعب والجيش والمقاومة".. هل تسقط هذه المعادلة؟
لمن لا يعرف عبارة “الشعب والجيش والمقاومة”، كما بعد عام 2000، كذلك بعد عام 2006، رفض حزب الله المكابرة والإنكار على التفكير الواقعيّ مناقشة مستقبل السلاح وفكرة المقاومة وعلاقة الاثنين بالدولة، فوُلِدت معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” التي وُسِمت بالذهبيّة والماسيّة والمقدّسة.
هي العبارة التي لا يمكن لأي حكومة في لبنان أن تبصر النور اذا لم يتضمن بيانها الوزاري هذه الجملة التي تعطي شرعية لحزب الله على قاعدة أنه حركة مقاومة.
“التاسعة” على سكاي نيوز عربية، ناقشت مع الكاتب والباحث السياسي حسن الدور، مستقبل هذه المعادلة في لبنان وأثرها على الوضع الداخلي.
ومع استمرار رفض الحزب التخلي عن سلاحه في مواجهة إسرائيل، يبدو أن معادلة “الشعب – الجيش – المقاومة” ما زالت تلعب دورًا محوريًا في استراتيجية حزب الله، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها لبنان.
التحديات التي تواجه معادلة حزب الله
في هذا السياق، أشار حسن الدر إلى أن معادلة “الشعب – الجيش – المقاومة” التي تبناها حزب الله منذ سنوات لا تزال تمثل أساسًا استراتيجيًا في الدفاع عن لبنان، لكن الوضع الحالي في البلاد، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية الحادة والانقسامات السياسية، قد يجعل من الصعب استمرار هذه المعادلة بشكلها السابق.
وأضاف أن الكتل السياسية اللبنانية قد بدأت تتساءل عن مستقبل دور سلاح المقاومة في ظل الظروف الراهنة، خاصة في ظل تعثر الدولة اللبنانية في فرض سيطرتها الكاملة على أراضيها ومؤسساتها.
حزب الله يرفض أي نقاش حول سلاح المقاومة
خلال النقاش، تناول الدر موضوع سلاح حزب الله، حيث أكد أن الحزب يرفض أي فكرة تتعلق بنزع سلاحه أو دمجه ضمن الجيش اللبناني.
ووفقًا لحسن الدر، يعتبر حزب الله أن سلاحه هو جزء من استراتيجية “الردع” ضد إسرائيل ويشكل عنصرًا أساسيًا في معادلة الدفاع الوطني.
تصعيد عسكري وتحديات الأمن الوطني
كما تحدث حسن الدر عن التحديات الأمنية التي يواجهها لبنان في ظل التصعيد العسكري على الحدود، حيث يتصاعد القلق من احتمالية وقوع اشتباكات جديدة مع إسرائيل أو تصعيد في الجنوب اللبناني.
الدر أكد أن لبنان بحاجة إلى تعزيز الجيش اللبناني ليكون قادرًا على تحمل المسؤولية الكاملة في الدفاع عن سيادته، دون الاعتماد على الفصائل المسلحة أو سلاح المقاومة الذي لم يعد مقبولًا في الكثير من الأوساط السياسية اللبنانية.
الجيش اللبناني والمقاومة.. هل يمكن تحقيق توازن؟
ناقش الدر أيضًا العلاقة بين الجيش اللبناني وحزب الله، مشيرًا إلى ضرورة تقوية دور الجيش اللبناني كركيزة أساسية للدفاع عن لبنان.
وقال إن توازنًا جديدًا قد يكون مطلوبًا في ظل التغيرات الإقليمية والمحلية، حيث يجب على الحكومة اللبنانية تعزيز قدرتها العسكرية بشكل مستقل عن أي فصائل مسلحة أخرى، ومع ذلك، أشار إلى أن هذا يتطلب توافقًا سياسيًا داخليًا بين الأطراف اللبنانية، وهو ما يبدو صعبًا في ظل الانقسامات الحالية.
المستقبل السياسي للبنان
وتناول حسن الدر التحديات السياسية التي تواجه لبنان في المرحلة المقبلة، إذ قال إنه من الضروري أن تبدأ الدولة اللبنانية في إصلاح مؤسساتها وتحقيق التوازن بين الأطراف السياسية لضمان استقرار البلاد.
كما أكد أن وضع استراتيجية دفاعية شاملة، تشمل جميع القوى العسكرية تحت إمرة الدولة، ستكون خطوة مهمة في تقوية موقف لبنان أمام أي تهديدات مستقبلية.
الحاجة إلى إعادة التقييم
وأكد على أن لبنان في حاجة إلى إعادة تقييم معادلة “الشعب – الجيش – المقاومة” في ضوء التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية الراهنة.
ويبقى السؤال: هل ستمكن هذه المعادلة لبنان من الحفاظ على استقراره أم أن التغيير السياسي والعسكري أصبح أمرًا حتميًا لتحقيق التوازن الداخلي والخارجي في البلاد؟.
إرسال التعليق