أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك الحرب؟

بي بي سي

تقول روسيا إن القوات الأوكرانية أطلقت صواريخ “أتاكمز” أمريكية الصنع في عمق أراضيها، بعد وقت قصير جدا من منحها الإذن بذلك من البيت الأبيض.

وأفادت تقارير، بأن منشأة عسكرية في “بريانسك” في غرب روسيا، على بعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود، تضررت.

وتقول مصادر بي بي سي إن صواريخ “ستورم شادو”، التي زودت بها بريطانيا أوكرانيا، استُخدمت ضد أهداف داخل روسيا.

ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الدفاعية جوناثان بيل: “قبل بضعة أشهر، أخبرني مصدر دفاعي أن أول ما سنعرفه عن استخدام صواريخ ستورم شادو بريطانية الصنع لضرب أهداف داخل روسيا سيكون بعد حدوث ذلك بالفعل”.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد منع أوكرانيا سابقا من استخدام الصواريخ بعيدة المدى، التي زودتها بها الولايات المتحدة، للضرب داخل روسيا، خوفا من تصعيد الصراع.

ويُعتقد أن فرنسا قد تسمح أيضا للقوات الأوكرانية بإطلاق صواريخ سكالب – المكافئة لصواريخ ستورم شادو – على روسيا.

هناك مئات الأهداف العسكرية داخل غرب روسيا التي يمكن للقوات الأوكرانية ضربها، وفقا لمركز الأبحاث الأمريكي “معهد دراسة الحرب”.

ومع ذلك، يحذر محللون عسكريون من أن استخدام الصواريخ لضربات داخل روسيا قد لا يكون فعالًا بالنسبة لأوكرانيا، لأن الأهداف التي تريد ضربها أكثر من غيرها قد تم سحبها بعيدا عن مدى تلك الصواريخ.

ما هي صواريخ أتاكمز، ستورم شادو/ سكالب؟

نظام صواريخ الجيش التكتيكية (أتاكمز) هو صاروخ باليستي أمريكي الصنع يطلق من الأرض، باستخدام قاذفات صواريخ متحركة مثل إم Himars ، وهيمارس وكلاهما تم توريدهما إلى أوكرانيا.

أقصى مدى لصاروخ أتاكمز يبلغ 300 كيلومتر، ويطير بسرعة تعادل ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، ودخل الخدمة في الولايات المتحدة منذ عام 1986.

يمكنه حمل نوعين من الأسلحة: أحدهما رأس حربي واحد شديد الانفجار بوزن أقصى يبلغ 220 كيلوغرام، والآخر يحتوي على مجموعات من القنابل الصغيرة التي تنتشر عند الاصطدام خلال منطقة واسعة.

ستورم شادو هو صاروخ موجه صممته فرنسا وبريطانيا بشكل مشترك. ويطلق عليه الفرنسيون اسم سكالب.

يطير على ارتفاع منخفض بسرعات تزيد على 965 كيلومترا في الساعة، ويتبع محيط الأرض قبل أن يرتفع ويهبط عموديا على هدفه.

تم تصميمه لاختراق الأهداف ذات الأسطح الخارجية المحصنة مثل المخابئ تحت الأرض، باستخدام “مادة أولية” تنفث المعدن الساخن عبر الجدار، تليها قنبلة تنفجر في الداخل.

وكلا من أتاكمز وستورم شادو/سكالب صواريخ موجهة عالية الدقة.

تستخدم القوات الأوكرانية أتاكمز منذ أكثر من عام ضد القوات الروسية داخل أوكرانيا، وضد القواعد الروسية القريبة من الحدود، التي تستخدم لشن هجمات على الأراضي الأوكرانية.

كان الرئيس جو بايدن يخشى أن يؤدي استخدام الصواريخ ضد أهداف في عمق روسيا إلى تصعيد الصراع، من خلال جر الولايات المتحدة إلى الحرب.

في 19 نوفمبر الجاري، بعد يومين من تخفيف الرئيس بايدن لهذه القاعدة، أطلقت القوات الأوكرانية صواريخ على مستودع ذخيرة في كاراشيف في منطقة بريانسك الروسية، على بعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، شمال شرق كييف.

لم تذكر القوات الأوكرانية نوع الصاروخ الذي استخدمته، لكن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أنه كان أتاكمز.

قالت روسيا إن دفاعاتها الجوية أسقطت خمسة صواريخ، تسبب أحدها في أضرار.

وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا ربما اعترضت صاروخين فقط من أصل ثمانية.

وحذرت روسيا من رد “مناسب” و”ملموس” على استخدام الصواريخ على أهداف في أراضيها.

وقالت وزارة الخارجية الروسية: “إن استخدام كييف للصواريخ بعيدة المدى لمهاجمة أراضينا، من شأنه أن يمثل تورطا مباشرا للولايات المتحدة، وأقمارها الصناعية في الأعمال العدائية ضد روسيا، فضلاً عن تغيير جذري في جوهر وطبيعة الصراع”.

وقد تم صياغة السياسة الجديدة من البيت الأبيض كإجراء لدعم القوات الأوكرانية داخل روسيا، والتي تحتل حاليا حوالي 500 كيلومتر مربع من الأراضي في مقاطعة كورسك، والتي تتوقع مواجهة هجوم مضاد من القوات الروسية والكورية الشمالية.

ويعتقد أن وصول حوالي 10 آلاف جندي من القوات الخاصة الكورية الشمالية إلى روسيا، لمحاربة أوكرانيا، ساهم في تغيير موقف الرئيس بايدن.

حدد معهد دراسة الحرب 245 منشأة عسكرية داخل روسيا، تقع ضمن نطاق ضربات صواريخ أتاكمز، بما في ذلك 16 قاعدة جوية.

ولأنها قادرة على التسبب في انفجارات عبر منطقة واسعة، يمكن استخدام رأس القنبلة العنقودية بفعالية ضد تجمعات القوات والطائرات، التي تقف في العراء في القواعد الجوية.

قد يكون تأثير الهجمات بصواريخ أتاكمز على الجيش الروسي محدودا، وفقا لـ ماثيو سافيل من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، الذي يعرف اختصار باسم “روسي” ويتخذ من بريطانيا مقراً له.

وترغب أوكرانيا بشدة في تدمير الطائرات الروسية التي تطلق صواريخ كروز وقنابل انزلاقية، ضد قواتها على الخطوط الأمامية وضد البنية التحتية المدنية مثل محطات الطاقة.

ومع ذلك، يقول سافيل: “لقد انتقل العديد من أفضل الأهداف – المروحيات والطائرات المسلحة بالقنابل الانزلاقية، التي تهاجم المدن والقوات الأوكرانية في الشمال أو في كورسك – إلى قواعد جوية خارج نطاق ضربات صواريخ أتاكمز… بعض هذه الطائرات متمركز على بعد أكثر من 1000 كيلومتر من أوكرانيا”.

طيلة أشهر، كانت أوكرانيا تطلب من بريطانيا وفرنسا الإذن بإطلاق صواريخ ستورم شادو/ سكالب على أهداف داخل روسيا.

في الماضي، استخدمت قواتها هذه الصواريخ ضد أهداف في شبه جزيرة القرم المحتلة من قبل روسيا – وعلى سبيل المثال ضرب مقر أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول.

يقول جوناثان بيل مراسل بي بي سي إن قرار الولايات المتحدة السماح لأوكرانيا، باستخدام صواريخ أتاكمز ضد أهداف داخل روسيا، يمهد الطريق لبريطانيا وفرنسا لاتباع نفس النهج، فيما يتعلق بصواريخ ستورم شادو/ سكالب.

وتختلف صواريخ ستورم شادو/ سكالب عن صواريخ أتاكمز، لأنها مصممة لمهاجمة المخابئ تحت الأرض والأهداف المحصنة. وعلى عكس صواريخ أتاكمز، لا يمكنها توجيه ضربات تسبب أضرارا عبر منطقة واسعة.

يقول السيد سافيل إنها بالتالي “ليست ذات فائدة كبيرة ضد القوات في العراء، أو الطائرات المكشوفة في المطارات”.

ويقول: “سيبحث الأوكرانيون عن أفضل الأهداف المحصنة، مثل مستودعات الذخيرة أو المقار المحمية، ومن ثم لا ينبغي لنا أن نتوقع أن نرى على الفور حجما كبيرا من ضربات ستورم شادو”.

كما أن إطلاق صواريخ ستورم شادو/سكالب أكثر تعقيدا من صواريخ أتاكمز، لأنه يجب إطلاقها من طائرة. وقد استخدمت أوكرانيا قاذفاتها من طراز سوخوي لإطلاق هذه الصواريخ في الماضي.

ويقول سافيل إنه إذا كانت الأهداف في عمق روسيا، فسوف يتعين على الطائرات الأوكرانية أن تقترب من الدفاعات الجوية الروسية على الحدود، وسوف يتعين استخدام التشويش والخداع لحمايتها..

ويُعتقد أن بريطانيا وفرنسا زودتا أوكرانيا ببضع مئات فقط من تلك الصواريخ.

source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا