أبوزنيمة.. أرض الكنوز في جنوب سيناء
09:31 م
الإثنين 18 نوفمبر 2024
جنوب سيناء – رضا السيد:
تعد مدينة أبوزنيمة، الواقعة في محافظة جنوب سيناء، واحدة من أبرز الوجهات السياحية والأثرية في مصر، التي تمتد على مساحة 5000 كيلو متر مربع، وتتمتع بالكثير من المقومات الطبيعية والتاريخية التي تجعلها من الأماكن الفريدة في مصر.
تقع أبوزنيمة على بعد 80 كيلو مترًا فقط من رأس سدر، وتحتوي على مناجم غنية بالمنجنيز والنحاس، بالإضافة إلى مغارات الفيروز الشهيرة التي كانت بمثابة مراكز التعدين في العصور القديمة.
“مدينة أبوزنيمة تعتبر من أقدم مدن سيناء التي شهدت نشاطًا تعدينًا كبيرًا. فقد وصل إليها القدماء المصريين لاستخراج الفيروز والنحاس، وكان بها ميناء فرعوني يستخدم لنقل المعادن إلى باقي محافظات مصر. اليوم، تحتفظ المدينة بموقعها كواحدة من المراكز السياحية المهمة، حيث تضم معالم تاريخية مثل معبد حتحور في سرابيط الخادم، ووادي غرندل، بالإضافة إلى حمام فرعون الذي يُستخدم للسياحة العلاجية”؛ يقول الدكتور مصطفى محمد نور الدين، كبير الباحثين بآثار جنوب سيناء.
ويضيف نور الدين أن المدينة كانت في العصور القديمة منطقة غزيرة الأمطار، حيث عُثر في عام 2009 على حوت نادر من نوع المنك، ما يعكس التغيرات البيئية التي شهدتها المنطقة على مر العصور.
حمامات فرعون: كنز طبيعي وعلاجي
من أبرز المعالم السياحية في أبوزنيمة هي “حمامات فرعون”، التي تقع عند مدخل المدينة وتبعد 120 كيلو مترًا عن نفق الشهيد أحمد حمدي.
تتكون الحمامات من جزئين، الأول هو “كهف فرعون” الذي يمتد داخل الجبل لمسافة 25 مترًا ويضم زخارف ونقوش إغريقية تعود إلى القرن الرابع الميلادي.
أما الجزء الثاني فيشمل العيون الكبريتية الطبيعية التي تمتد على طول الشاطئ وتصل درجة حرارة مياهها إلى 75 درجة مئوية. أثبتت الدراسات أن هذه المياه تتمتع بفاعلية في علاج أمراض العظام والجلدية.
معبد حتحور: التاريخ والإعجاز المعماري
أما معبد حتحور في سرابيط الخادم فيعتبر من أبرز المعالم الأثرية في أبوزنيمة.
يشتهر المعبد بتصميمه الفريد الذي يجمع بين الحضارات الفرعونية القديمة. ووفقًا للدكتور نور الدين، بدأ بناء المعبد في عهد الملك سنوسرت الأول الذي نقر هيكل الآلهة حتحور في قلب الجبل.
يتميز المعبد بمدخلين، الأول يعود لعصر الدولة الوسطى والآخر لعصر الدولة الحديثة، ويحيط به أكثر من 28 مغارة كانت تستخدم لاستخراج الفيروز.
معالم أخرى: روعة الطبيعية والتاريخية
منطقة “سيح النصب” تعد من أقدم مناطق التعدين في أبوزنيمة، حيث تضم تشكيلًا صخريًا طبيعيًا يشبه “أبو الهو”، بالإضافة إلى نقوش صخرية تعود إلى 2000 عام.
كما يبرز “بئر أبو مرير” كواحة طبيعية تضم بئر مياه عذبة، تحيط بها أشجار النخيل، مما يجعلها وجهة مميزة للسياحة الصحراوية.
وفي “روض العير”، اكتُشفت مجموعة من النقوش الفرعونية التي تعود إلى عهد الملك سنوسرت الثالث، مما يعكس أهمية المنطقة كموقع تاريخي غني بالرسوم الصخرية.
وادي خريج ووادي النصب: شواهد على تاريخ التعدين في سيناء
كما يبرز “وادي خريج”، الذي يبعد 12 كيلو مترًا عن سرابيط الخادم، كموقع لمناجم النحاس القديمة.
ويحتوي الوادي على أكبر مغارة قديمة لتعدين النحاس طولها 100 متر، إلى جانب نقوش تاريخية تعود إلى الأسرة الخامسة الحاكمة.
أما “وادي النصب”، فيعد من أقدم مناطق الاستيطان البشري في سيناء، ويضم نقوشًا صخرية وأكوامًا ضخمة من الخبث الناتج عن سبك النحاس.
جبل المكبر: تكوين طبيعي فريد
يعد جبل المكبر، الذي يقع على بعد 5 كيلو مترات شمال سرابيط الخادم، من المعالم الطبيعية الفريدة.
يرتفع الجبل نحو 560 مترًا فوق سطح البحر، ويتميز بتشكيله الطبيعي الناتج عن نحت الرياح للحجر الرملي على هيئة نبات المشروم. على صخور الجبل، توجد نقوش صخرية تعود إلى عصور متعاقبة، مما يضيف طابعًا تاريخيًا فريدًا للموقع.
إرسال التعليق