بين الثأر والانتقام.. ماذا قالت الجنايات في حيثيات حكمها على المتهمين في واقعة "سوق الغلال" ؟
10:52 م
الخميس 14 نوفمبر 2024
كتب- أحمد عادل:
أودعت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار حمدي السيد الشنوفي، حيثيات حكمها على المتهمين الذين صدر ضدهم حكم بالسجن المشدد 15 سنة، لاتهامهم بارتكاب جريمة استعراض القوة، ومعاقبة آخر بالحبس سنة في تهمة إحراز سلاح، بمنطقة سوق الغلال بمصر القديمة.
وكشفت “الجنايات” أن الواقعة بدأت إثر خلاف بين المتهم الأول و”ثروت فرج”، العامل بسوق الغلال بمنطقة مصر القديمة، وبعض العاملين في السوق، الذين حاولوا الإمساك به أثناء فراره من مطاردة رجال الشرطة له داخل السوق للاشتباه فيه. فقرر المتهم الأول الانتقام منهم وتخويفهم، وأراد فرض سيطرته على سوق الغلال. اتفق مع المتهم الثاني على إحضار أسلحة نارية لاستعراض قوتهما داخل السوق لترويع المتواجدين فيه وإلحاق الرعب بهم. توجه المتهمان إلى السوق ليلاً، مستقلين دراجة بخارية، حيث كان المتهم الأول يحمل بندقية آلية ومسدسًا، بينما كان المتهم الثاني يحمل فرد خرطوش.
وتوقفا في السوق وأطلقا الأعيرة النارية من هذه الأسلحة بشكل عشوائي في السوق وعلى المحلات المتواجدة فيه. استمر إطلاق النار لمدة تزيد على 10 دقائق رغم تواجد المارة والمترددين على المحلات، الذين هرعوا للاختباء في الداخل خوفًا من الطلقات العشوائية. وقد أسفر هذا عن إصابة المجني عليه “أحمد محمد”، قائد الدراجة النارية “توك توك”، الذي تصادف وجوده داخل السوق، حيث أصابته إحدى الطلقات التي أودت بحياته. كما أصابت طلقات أخرى المحلات والإطار الخاص بالتوك توك، مما أدى إلى تلفه. تمكنت الشرطة من ضبط المتهمين لاحقًا تنفيذاً لأمر الضبط والإحضار الصادر من النيابة العامة.
أضافت الحيثيات أنه استقام الدليل على صحة الواقعة وثبوتها في حق المتهمين، حيث شهد “رضا شعبان” أنه في يوم الواقعة، الساعة التاسعة مساءً، توجه رفقة الشاهدين الثاني والثالث إلى سوق الساحل مستقلين الدراجة النارية (التوك توك) التي كان يقودها المجني عليه “أحمد محمد” لشراء علف للمواشي. وتوقفوا أمام محل علف داخل السوق، ثم توجه الشاهدان إلى المحل، بينما ظل هو والمجني عليه في الدراجة. وأثناء خروج الشاهدين فوجئا بإطلاق أعيرة نارية كثيفة تجاههما، فهرع المجني عليه هاربًا من مرمى الطلقات، ولكنه سقط على الأرض بعد إصابته. وعندما عاد إليه بعد توقف إطلاق النار، اكتشف أنه تلقى طلقة في ظهره خرجت من بطنه، مما أحدث إصابته التي أودت بحياته. كما أصابت طلقات أخرى دراجته النارية.
وأوضحت المحكمة أن المتهم الأول كان قد تورط في واقعة سابقة داخل السوق، حيث كان يلاحقه الناس ظنًا منهم أنه لص، وقد حاول الهروب من المطاردة. علم أن المتهمين يبيعان المواد المخدرة في السوق، وكانا يحاولان تخويف العاملين الذين حاولوا الإمساك بالمتهم الأول، حيث كان يهرب من دورية الشرطة داخل السوق.
وأسندت الحيثيات إلى تحريات الشرطة أن المتهمين الأول والثاني ارتكبا الواقعة بغرض الانتقام من العاملين في سوق الغلال وفرض السيطرة عليه لترويعهم، وبالتالي التأثير على إرادتهم لمنعهم من الاعتراض على تجارتهما غير المشروعة في المواد المخدرة. وقد أطلقا الأعيرة النارية بشكل عشوائي داخل السوق من بندقية آلية ومسدس وبندقية خرطوش، مستهدفين المحلات والعاملين فيها، دون أن يباليا بما قد ينجم عن ذلك من إصابات للمتواجدين.
كما أشارت الحيثيات إلى أن المتهمين كانا يتوقعان النتائج المترتبة على إطلاق النار، ورغم علمهما بما قد يحدث من إصابات، فقد استمروا في تنفيذ جريمتهم بغرض فرض السيطرة على السوق وترويع العاملين فيه.
إرسال التعليق