من غزة، مسؤولة أممية تدعو إلى تدفق المساعدات وتؤكد أهمية الدور الحيوي للأونروا
زارت كاخ مدرسة تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطيني (الأونـروا) في النصيرات- وسط القطاع- تحولت إلى مركز إيواء يقيم بها حوالي 12 ألف نازح. والتقت عددا من الأسر النازحة واطلعت بشكل مباشر على الظروف المعيشية والكفاح اليومي للنازحين في ظل الأوضاع الصعبة.
وتحدث المسؤولون عن المدرسة مع السيدة كاخ عن المبادرات التعليمية التي تنفذها الأونروا لتوفير قدر من التعليم للطلاب. وداخل أحد الفصول حضرت كاخ درسا باللغة الإنجليزية استعرض خلاله التلاميذ مهاراتهم في التعريف عن أنفسهم وهواياتهم بالإنجليزية.
“واصلوا الدراسة وتفوقوا”
وتفاعلت كاخ مع الطلاب والتلاميذ متحدثة معهم باللغة العربية، التي تجيدها. وقالت لهم إنها أتت إليهم من القدس لتزورهم وتؤكد لهم أنها مع زملائها في الأمم المتحدة يعملون بلا كلل لدعم الشعب الفلسطيني داخل غزة. وحثتهم على التعلم والتفوق في الدراسة، وقالت لهم إن التعليم هو أهم شيء في حياة الأطفال.
وشجعتهم على أن يتحدثوا معها عن طلباتهم وأحلامهم. قالت لها تلميذة إن أطفال غزة يريدون أن يكونوا مثل باقي أطفال العالم وأن يتمتعوا بالحق في التعليم واللعب وكل الأمور الأخرى التي يتطلعون إليها، وتمنت التلميذة أن تزيد ساعات التعليم المتاحة لهم. وتحدث مع كاخ طالب آخر عن الاحتياج – في ظل الظروف الصعبة – لتوفير مستلزمات الدراسة وملابس للطلاب وأحذية ومكاتب ملائمة للدراسة.
وزارت كاخ فصلا عرضت فيه مشغولات يدوية وفنية وحياكة ملابس. وفي فصل آخر، شاركت كاخ الأطفال بعض الغناء فيما كانت موظفة من الأونروا تقودهم في أنشطة ترفيهية تخفف عنهم وطأة الأحداث المحيطة بهم وتدعم سلامتهم النفسية والجسدية.
وقالت سيخريد كاخ لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة: “أجيء إلى قطاع غزة كلما أتمكن من ذلك للضغط من أجل إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها. في الأسابيع الأخيرة بالكاد دخلت المساعدات، والأمم المتحدة بشكل عام لم تتمكن من الوصول إلى الناس. لسنا في وضع يمكننا من ذلك”.
وتحدثت كاخ عن زيارتها اليوم لمدرسة الأونروا التي تحولت إلى مركز إيواء وقالت: “ما شهدتُه هناك وما قاله لي الناس يذكـرني بالحاجة الهائلة لإدخال كل الإمدادات، من الملابس والأحذية إلى الغذاء وحتى سبل شراء أي شيء إذا توفر في السوق”.
وقالت إن الأونروا في ظل هذه الظروف الصعبة تنظم أنشطة مهمة للغاية للطلاب لتكون بمثابة بداية للتعليم غير الرسمي. وأضافت: “رأيت أطفالا يغنون ويتحدثون ويعبرون عن احتياجاتهم. رسالتهم كانت بسيطة وواضحة: ’نريد الجلوس على مقاعدنا المدرسية. نريد أن نتعلم. نريد أقلاما وأوراقا، دعونا نكون أطفالا ‘. قد تبدو هذه طلبات بسيطة، ولكن تحقيقها صعب للغاية في هذا الوقت في غزة”.
وأكدت أن ذلك الوضع يؤكد مرة أخرى الدور الحيوي الذي تقوم به الأونروا في توفير الكرامة والأمان والأمل للكثيرين في غزة.
دعم أممي للتصنيع وتوليد الدخل
بعد ذلك زارت كاخ مصنعا لإنتاج البلاستيك ومواد التغليف، مدعوما من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. من داخل المصنع قالت سيخريد كاخ: “أنا الآن في المصنع حيث الصورة مختلفة تماما. إنها منشأة لإنتاج البلاستيك مدعومة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. هذه إحدى المبادرات الناجحة. الشركات هنا ترغب في توسيع الإنتاج لتنتج مزيدا من البلاستيك من الحقائب إلى الأغطية البلاستيكية التي نحتاجها حاليا ليس فقط لمكبات النفايات، ولكن أيضا لتوفير المأوى وتقليل التعرض للطقس البارد عندما يُضطر الناس إلى الإقامة في العراء”.
وأكدت المسؤولة الأممية أهمية هذه المبادرات وقدرتها المحتملة على توليد الدخل وإظهار أن غزة قادرة على العمل مرة أخرى إذا توفرت الظروف وتوقف إطلاق النار وأفرج عن الرهائن وتم إدخال كميات هائلة من المساعدات ليس فقط الإغاثة ولكن السبل التي تمكن الناس من الإنتاج وإعادة بناء كل ما فُقد.
إرسال التعليق