اكتمال حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة والوصول إلى 88% من الأطفال المستهدفين في الشمال

منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى المشاركة في الحملة، وخاصة اليونيسف والأونروا، قالت إن اكتمال الحملة يعد إنجازا كبيرا نظرا إلى الظروف الصعبة للغاية التي نُفذت الحملة في ظلها. 

وتبلغ نسبة تغطية الحملة في وسط غزة 103% أي أنها وصلت إلى عدد أكبر من الأطفال التي توقعت الوصول إليهم، وبلغت النسبة 91% جنوب غزة، ولكن في الشمال وبسبب القيود التي فُرضت على الوصول بلغت نسبة التغطية نحو 88% وفق البيانات الأولية. 

حديثو الولادة في شمال غزة

من جهة أخرى قالت المديرة الإقليمية لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر إن الأطفال حديثي الولادة الضعفاء والأطفال المرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى رعاية مكثفة في غزة “يُقتلون في الخيام وفي الحاضنات وفي أحضان والديهم”، وأكدت أن حقيقة أن هذا الوضع لم يحفز الإرادة السياسية الكافية لإنهاء الحرب “تمثل أزمة أساسية في إنسانيتنا”.

وأشارت السيدة خضر إلى التقارير التي تفيد بأن وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة في مستشفى كمال عدوان بشمال غزة تضررت في هجمات عنيفة في الأيام الأخيرة، مضيفة أن المرفق الصحي تحول الآن إلى “منطقة حرب محاصرة”.

وقالت: “إن الوصول إلى المستشفى صعب للغاية، ولكن التقارير تشير إلى أن الأطفال الذين يعالجون هناك قُتلوا وأصيبوا في هذه الهجمات، وتضررت إمدادات الأكسجين والمياه، مما أدى إلى تعطيل الرعاية الحرجة للقلة الذين ما زالوا متمسكين بالحياة في الداخل”.

وأكدت المديرة الإقليمية أن أي طفل حديث الولادة “يكافح من أجل الحفاظ على أنفاسه” من داخل حاضنة المستشفى “أعزل تماما ويعتمد كليا على الرعاية الطبية المتخصصة والمعدات للبقاء على قيد الحياة”.

وأشارت إلى أنه من بين 105 حاضنات كانت في شمال غزة قبل الحرب، لم يتبق سوى 9 حاضنات فقط، جميعها في مستشفى كمال عدوان، ومن غير الواضح ما إذا كانت لا تزال تعمل بعد الهجمات الأخيرة.

احتياجات تفوق القدرات

تقدر اليونيسف أن ما لا يقل عن أربعة آلاف طفل في غزة انقطعوا عن رعاية الأطفال حديثي الولادة المنقذة للحياة في العام الماضي بسبب الهجمات المستمرة على المستشفيات، وانقطاع إمدادات الكهرباء، ونقص الوقود. 

وحتى قبل الحرب الحالية، كانت قدرة غزة على العناية المركزة لحديثي الولادة غير كافية لتلبية الاحتياجات الكبيرة، والآن انخفض عدد الحاضنات المتاحة بنسبة 70 في المائة إلى حوالي 54 حاضنة فقط في جميع أنحاء القطاع.

وفي هذا السياق، قالت السيدة خضر: “يحتاج ما لا يقل عن 6000 طفل حديث الولادة إلى رعاية مركزة في قطاع غزة كل عام. ومع ذلك، فإن العدد الحقيقي قد يكون أعلى، حيث أخبرنا الأطباء أن نسبة الأطفال الخدج، أو الذين يعانون من سوء التغذية أو مشاكل في النمو ومضاعفات صحية أخرى، قد ارتفعت مع تأثير الحرب على نموهم وولادتهم ورعايتهم”.

وذكّرت المسؤولة في اليونيسف بأن مرافق الرعاية الصحية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، وكذلك مقدمي الخدمات والعاملين في المجال الإنساني.

source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا