الأمم المتحدة: الدمار والحرمان في شمال غزة يشيران إلى "حرب تُشن دون اعتبار للقانون الدولي"

وأشار المكتب الأممي إلى أن الدمار واسع النطاق والحرمان الناجم عن الحصار في شمال غزة يشيران إلى “حرب تُشن دون اعتبار يذكر، إن وجد، لمتطلبات القانون الدولي”. وأوضح مكتب أوتشا أنه تلقى تقارير تفيد بأن الأسر في تل الزعتر، شمال شرق مخيم جباليا للاجئين – وكذلك إلى الغرب من المخيم في الفلوجة – لا تزال محاصرة وغير قادرة على التحرك.

ويقدر أن ما بين 50 ألفا و70 ألف شخص ما زالوا في جباليا. وقد نزح نحو 63 ألف شخص من محافظة شمال غزة إلى مدينة غزة منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي في الشمال في 6 تشرين/ الأول أكتوبر. ويواصل الفلسطينيون شمال غزة الفرار من منطقة بيت لاهيا، مع تقارير عن تحرك الناس هناك غربا عبر شارع يافا. ومع ذلك، يظل العديد من السكان في منازلهم وسط قصف عنيف.

وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بتوقف عملياته تماما في محافظة شمال غزة، مما ترك السكان هناك بالكامل بدون خدمات الإنقاذ الإنساني. وأوضح أن العديد من أفراد طاقمه أصيبوا أو اعتقلوا من قبل القوات الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن شاحنة الإطفاء الوحيدة في الشمال اشتعلت فيها النيران بعد قصفها.

وجدد مكتب أوتشا دعوة أطراف النزاع بضرورة حماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني والمستجيبون الأوائل. وقال “يجب تسهيل العمل الحيوي الذي يقومون به، وليس استهدافه”.

 

تحذير من انتشار شلل الأطفال في الشمال

من ناحية أخرى، جدد مسؤولون أمميون الدعوة إلى وقف إطلاق النار فورا في غزة، حيث يواجه القطاع تهديدا إضافيا بانتشار شلل الأطفال، إذا استمرت العقبات التي تواجهها المرحلة النهائية من حملة التطعيم في الشمال المحاصر.

وقالت لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا): “من الضروري وقف تفشي شلل الأطفال في غزة قبل أن ينتشر الفيروس ويصاب المزيد من الأطفال. يجب تسهيل حملة التطعيم في الشمال من خلال تنفيذ فترات توقف إنسانية”.

وفي سبيل وقف انتقال المرض، يجب أن يتلقى ما لا يقل عن 90 في المائة من جميع الأطفال في كل مجتمع جرعة ثانية من اللقاح بعد النجاح النسبي للجولة الأولى في الشهر الماضي.

شحنة من جرعات اللقاح إلى غزة، حيث تهدف وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها إلى تطعيم أكثر من 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال، الذي تم القضاء عليه قبل 25 عاما، لكنه عاد للظهور أثناء الحرب.

“بث مباشر للموت”

وذكرت لويز ووتريدج أنه ولمدة ثلاثة أسابيع، لم يصل أي طعام أو مساعدات إلى الشمال، ولا توجد أسواق أو متاجر تبيع الإمدادات الغذائية. كما تسبب الهجوم العسكري في قطع الوصول إلى الضروريات للبقاء على قيد الحياة، بما فيها المياه.

وأضافت أن نقاط الأونروا الطبية في الشمال وآبار المياه الثمانية في جباليا أصبحت خارج الخدمة، كما نفد الوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه، الأمر الذي أجبر الناس على المخاطرة بحياتهم لمجرد العثور على مياه الشرب.

وبينما سهلت الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي مرور قافلة غذائية واحدة إلى مدينة غزة في 15 تشرين الأول/ أكتوبر، فإن الحصار الإسرائيلي منعها من الوصول إلى الناس هناك خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وقالت ووتريدج إن فرق الأونروا مستعدة لتقديم الخدمات في الملاجئ، لكنها تحتاج إلى الإمدادات للقيام بذلك.

وتابعت بالقول: “هناك شعور هائل بالإحباط بين الأسر النازحة في شمال غزة بسبب الأهوال التي يواجهونها، والتي يصفونها بأنها بث مباشر لموتهم ومعاناتهم. ونحن نتلقى نداءات يائسة من زملائنا وأصدقائنا في شمال غزة”.

source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا