لبنان: قلق إزاء الخسائر المتزايدة بين المدنيين، وقافلة أممية تصل إلى الجنوب
وأوضحت اليونيفيل أن الجيش الإسرائيلي ضرب مواقع مختلفة في بيروت وكذلك البقاع وصيدا والنبطية وفي منطقة عمليات اليونيفيل، بينما ورد أن حزب الله استهدف قواعد عسكرية إسرائيلية بالقرب من تل أبيب مساء أمس الاثنين وصباح اليوم الثلاثاء، فضلا عن قاعدة بحرية للجيش الإسرائيلي شمال غرب حيفا.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أدان نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق الخسائر المتزايدة بين المدنيين والبنية التحتية المدنية، مذكرا جميع الجهات الفاعلة على الأرض بالتزاماتها بموجب القانون الدولي باحترام وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
تأثير الأعمال العدائية على اليونيفيل
وعلى مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية، رصدت اليونيفيل 1417 قذيفة، أغلبها أطلقت من جنوب الخط الأزرق، وضربت المطمورة والقوزح وعيترون والطيبة ومجدل سلم والخيام، في حين تم تسجيل 169 قذيفة أُطلِقت من شمال الخط الأزرق. وواصلت البعثة كذلك تسجيل مستوى مرتفع من الانتهاكات للمجال الجوي اللبناني.
وأفادت البعثة بأن الأعمال العدائية الجارية في منطقة عملياتها لا تزال تؤثر على سلامة وأمن قوات حفظ السلام وقدرتها على تنفيذ ولاية اليونيفيل. وأوضحت أن أضرارا طفيفة لحقت بالبنية التحتية بأحد مواقعها في القطاع الغربي بسبب غارة جوية قريبة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
بالإضافة إلى ذلك، واجهت قوافل اللوجستيات التابعة لليونيفيل قيودا من قبل أفراد الجيش الإسرائيلي في كل من القطاع الشرقي والقطاع الغربي. وذكَّر نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة الأطراف بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات.
وأكد أن جنود حفظ السلام لا يزالون في مواقعهم على الرغم من الوضع الصعب للغاية.
دعم للصليب الأحمر اللبناني
وقالت اليونيفيل إنها سهلت أمس الاثنين حركة أفراد القوات المسلحة اللبنانية من خلال المساعدة في إعادة فتح الطرق المغلقة. وزار رئيس البعثة وقائد اليونيفيل، أرولدو لاثارو قوات حفظ السلام في موقعين أيرلنديين، شهدا قتالا عنيفا في الجوار. وقال لاثارو إنه فخور للغاية بمعنوياتهم العالية والتزامهم بتفويض اليونيفيل.
وأشارت اليونيفيل إلى أنه تم تقديم الدعم للصليب الأحمر اللبناني، من خلال تنسيق أكثر من عشرين نشاطا، تركز في المقام الأول على إجلاء الضحايا. بالإضافة إلى ذلك، تبرع جنود حفظ السلام بالأدوية الأساسية للصليب الأحمر اللبناني وبلدية صور لتوزيعها على المدنيين النازحين.
قافلة تصل إلى الجنوب
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أفاد بأن قافلة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة شارك فيها المكتب ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان وصلت إلى محافظة النبطية في جنوب لبنان.
وأضاف أن الفريق الأممي سلم إمدادات أساسية إلى بلدة حاصبيا لدعم حوالي 31 ألف شخص في 20 قرية. وشملت هذه المساعدة الغذاء، والفرش، والبطانيات، ولوازم النظافة، والمستلزمات اللازمة للشتاء القادم.
وفي مدينة صور الجنوبية، أعادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) فتح مركزها الصحي في مخيم برج الشمالي، حيث يقدم الفريق هناك خدمات الرعاية الصحية الأولية لحوالي 380 مريضا.
استمرار النزوح
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 809 ألف شخص نزحوا داخليا على مدار العام الماضي، فيما عبر مئات الآلاف الحدود إلى البلدان المجاورة.
ويعمل برنامج الأغذية العالمي في سوريا على تقديم المساعدة الغذائية للأشخاص اللبنانيين والسوريين الذين فروا من لبنان. وتمكن البرنامج بالفعل من الوصول إلى ما يقرب من 150 ألف شخص، لكنه يناشد الجهات المانحة بتوفير أموال إضافية لتوسيع نطاق جهوده.
خسائر القطاع الصحي
من جانبه، أعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن القلق إزاء الخسائر التي تخلفها الأعمال العدائية المتصاعدة على المدنيين والبنية الأساسية المدنية. وقال إنه في مختلف أنحاء لبنان، يستمر عدد القتلى والجرحى بمن فيهم العاملون الصحيون أثناء تأدية واجبهم، في الارتفاع، وسط الضربات المستمرة في أجزاء مختلفة من البلاد.
وأضاف أنه في النبطية، أصيب ثلاثة مسعفين من الصليب الأحمر اللبناني بشظايا اليوم الثلاثاء أثناء عملية إنقاذ أشخاص أصيبوا في غارة جوية.
وأمس الاثنين، أسفرت غارة جوية في محيط مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت عن مقتل أكثر من 12 شخصا – بمن فيهم طفل – وإصابة أكثر من 50 آخرين، وفقا للسلطات الصحية اللبنانية. كما تسببت الضربة في أضرار جسيمة للمنشأة.
وفي الوقت نفسه، أفاد المسؤولون في مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية لبيروت أن المنشأة تم إخلاؤها بعد تحذيرات أطلقتها القوات الإسرائيلية، مما أثر على الوصول إلى المستشفى.
وشدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على أنه بموجب القانون الإنساني الدولي، يجب حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
إرسال التعليق