الأمم المتحدة تدين الخسائر البشرية في الغارة الإسرائيلية على أيطو شمال لبنان وتدعو إلى تحقيق مستقل
وقال جيريمي لورانس المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن المكتب تلقى تقارير تفيد بأن من بين الضحايا، 12 امرأة وطفلين.
وأضاف في مؤتمر صحفي في جنيف: “علمنا بأن مبنى سكنيا مكونا من أربعة طوابق هو الذي تم قصفه. مع وضع هذه العوامل في الاعتبار، لدينا مخاوف حقيقية تتعلق بالقانون الدولي الإنساني، وبالتالي قوانين الحرب ومبادئ التمييز والتناسب. في هذه الحالة، تدعو المفوضية إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل وشامل في هذا الحادث”.
وفي مؤتمره الصحفي اليومي في نيويورك، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن القلق العميق “إزاء الآثار على المدنيين على جانبي الخط الأزرق، ولكن بشكل خاص في لبنان”. وشدد على ضرورة أن تفي جميع الجهات الفاعلة بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين.
دعم دولي لليونيفيل
وأعرب السيد دوجاريك عن تقدير المنظمة للدعم الذي تلقته قوات حفظ السلام في لبنان (اليونيفيل) أمس من مجلس الأمن بالإجماع. وأشار إلى أنه ومنذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، تأثرت مباني الأمم المتحدة بالأعمال العدائية في لبنان في عشرين حادثة على الأقل، أصيب فيها ما لا يقل عن خمسة من قوات حفظ السلام.
وقال السيد دوجاريك إن الهجمات ضد قوات حفظ السلام تشكل انتهاكا للقانون الدولي، “وقد تشكل جريمة حرب”. وأضاف أن الأمين العام سيلتقي اليوم بالدول المساهمة بقوات في اليونيفيل لبحث آخر التطورات.
وجدد السيد دوجاريك دعوة المنظمة إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيرا إلى أنه “السبيل الوحيد لضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام وكذلك حماية سكان لبنان وإسرائيل من المزيد من المعاناة”.
حرب تتسبب في كارثة
بعد زيارة استغرقت 3 أيام إلى لبنان، سلط بـرنامج الأغذية العالمي والـيونيسيف الضوء على حجم الدمار على الأرض والخوف والارتباك بين الناس الذين يواجهون “مستقبلا غامضا طالما أن بلدهم تحت النار”. وذكرت الوكالتان الأمميتان أن”الحرب التي أراد العالم تجنبها في لبنان تدور الآن وقد تسببت بالفعل في كارثة”.
وفي بيان مشترك صدر اليوم الثلاثاء، قالت الوكالتان إن الأسر تعيش في “ظروف خطيرة”، ومع تفاقم الصراع، تزداد الآثار النفسية على السكان، وخاصة بين الأطفال والشباب. وأضافتا: “لقد تأثر كل طفل في لبنان تقريبا بطريقة أو بأخرى. لقد كان العديد منهم ضحايا للقصف، وفقدوا أحباءهم ومنازلهم والوصول إلى التعليم ويواجهون مستقبلا غير مؤكد ربما يكون أعمق فقرا”.
تأثر حوالي 1.2 مليون شخص في لبنان بشكل مباشر بالأعمال العدائية، وقد عبر آلاف الأشخاص إلى سوريا، بما في ذلك لبنانيون وسوريون. ويعيش حاليا ما يقرب من 190 ألف نازح في أكثر من ألف منشأة، بينما يبحث مئات الآلاف عن الأمان بين الأهل والأصدقاء.
وقالت الوكالتان الأمميتان إنهما شهدتا تضامنا ملحوظا بين المجتمعات اللبنانية، “ومع ذلك، نظرا لحجم وشدة الاحتياجات، إلى جانب نقاط الضعف القائمة مسبقا والضغط على الخدمات الاجتماعية، فإن النسيج الاجتماعي يواجه تحديا ويجب مراعاته في استجابتنا، بما في ذلك من خلال مساعدة المجتمعات المضيفة الضعيفة أيضا والتعامل مع مخاوفهم بحساسية”.
وقام برنامج الأغذية العالمي بتخزين الطعام مسبقا في مواقع استراتيجية، حيث يلبي بشكل فعال احتياجات ما يقرب من 200 ألف شخص يوميا من خلال الطعام الجاهز للأكل والمساعدات النقدية. كما تقدم اليونيسف الاحتياجات الأساسية والدعم النفسي للأطفال وأسرهم بالتعاون مع الوزارات الحكومية وشركائها.
وسلطت الوكالتان الضوء على ضرورة حماية الأطفال وأولئك الذين يحاولون الوصول إليهم بالمساعدات المنقذة للحياة، وأكدتا أنه “لا ينبغي لأي طفل أن يواجه الاستخدام العشوائي للأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان”.
وفيما تتزايد الاحتياجات، ناشدتا توفير تمويل إضافي دون شروط لتقديم المساعدة. وأضافتا: “نحث المجتمع الدولي على دعم هذه الجهود والتعاون في إبقاء الموانئ وطرق الإمداد مفتوحة وندعو أطراف الصراع إلى ضمان حماية هذه الطرق لتمكين الوصول دون عوائق إلى المساعدات الإنسانية”. إلا أنهما شددتا على أنه وفوق كل اعتبار “أطفال وأسر لبنان بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب”.
ربع لبنان في مرمى النيران
من جهتها، قالت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ريما جاموس إمسيس إن أوامر صدرت بإخلاء 20 قرية في الجنوب يوم الاثنين، والآن “يخضع ربع لبنان لأوامر إخلاء عسكرية إسرائيلية”.
وفي حديثها للصحفيين في جنيف اليوم الثلاثاء، قالت إن العديد من العائلات تفر إلى الأماكن العامة المفتوحة، “يائسة للهروب من القنابل، ولكنها تكافح من أجل إيجاد مأوى”.
وقالت السيدة إمسيس إن أكثر من 283 ألف شخص فروا إلى سوريا، 70 في المائة منهم سوريون. وأضافت: “يعود العديد من السوريين إلى الأماكن التي فروا منها قبل سنوات، غير متأكدين مما سيجدونه وبموارد ضئيلة. وفي الأماكن التي دمرت فيها منازلهم، يتم إيواء السوريين من قبل أقارب أو أصدقاء، وهم أنفسهم يكافحون. ويقيم اللبنانيون بشكل أساسي مع أقارب أو عائلات سورية سخية، مع وجود عدد قليل في مراكز الاستضافة.”
وقالت المديرة الإقليمية إن المفوضية وشركاءها يقدمون المساعدة الطبية والقانونية، وينقلون الأسر الأكثر ضعفا من المعابر الحدودية إلى وجهاتهم ويدعمون مراكز الاستضافة.
وفي خبر متصل، وصلت قافلة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة مكونة من 12 شاحنة تحمل مساعدات حيوية إلى قريتي مرجعيون والقليعة في جنوب لبنان. شملت المساعدات ماء معبأ ومستلزمات نظافة وبطانيات ووسائد ومراتب، من بين مواد أساسية أخرى.
دعم القافلة كل من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين واليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
إرسال التعليق