التخطيط المالي لجيل الألفية.. الوقت لا يزال في صالحك!

هذه هي النتيجة المستخلصة من استطلاع جديد من منصة Arta Finance للاستثمار، والذي يكشف أن جيل الألفية هو الجيل الأكثر قلقاً بشأن شؤونهم المالية، والأكثر احتمالًا للقول إنهم بحاجة إلى مليون دولار أو أكثر “للتأقلم مع اقتصاد اليوم”، والأكثر من ذلك: 47 بالمئة يقولون إنهم بحاجة إلى مليون دولار فقط ليكونوا مستقرين مالياً، بحسب تقرير لمنصة fortune اطلع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” عليه.

من الديون القياسية إلى أزمة القدرة على تحمل تكاليف السكن والتضخم المستمر، فإن المشهد المالي لم يكن وردياً لجيل الألفية، كما تلاحظ ساميتا مالك، المدافعة عن ثروة المستهلكين ومديرة التأمين في Arta، وكل هذا يفسر سبب قلقهم المالي، ويؤكد على أهمية تركيزهم على بناء الثروة في أقرب وقت ممكن.

بحسب التقرير، فإذا كان الهدف هو الوصول إلى مليون دولار، فإن الكثيرين لا يحققونه. فقط 16 بالمئة من المستجيبين من جيل الألفية يبلغون عن صافي ثروة يزيد عن مليون دولار، في حين يقول 64 بالمئة إن صافي ثروتهم أقل من 250 ألف دولار، ويبلغ ثلثهم عن ثروة أقل من 50 ألف دولار. ما يقرب من أربعة من كل عشرة لديهم أقل من 10 آلاف دولار في المدخرات.

تقول مالك: “لا يزال لدى جيل الألفية مجال جيد جداً، ولكن نريدهم أن يبدأوا الآن. فالوقت بالتأكيد في صالح جيل Z، ولكن جيل الألفية، أنتم تصلون إلى مرحلة مهمة”، مؤكدة أن البدء لا يتطلب إيداعات كبيرة من المال أو استثمارات ضخمة، بل يمكن أن يساعد البدء بخطوات صغيرة.

وتضيف: “يعتقد الناس بأن الوصول إلى المليون يتطلب تحقيق نجاح كبير، سواء في التكنولوجيا أو المالية أو ريادة الأعمال أو أن تصبح مؤثرًا عبر الإنترنت.. لكن سيصبح معظم المليونيرات نتيجة الاجتهاد والادخار والاستثمار.. إنها الخطوات الصغيرة المتسقة والعادات التي تتجمع مع مرور الوقت وتؤدي إلى الاستقرار المالي.”

وتعتقد بأن بناء صافي ثروتك يتطلب ثلاثة أشياء رئيسية، وتوضحها في ثلاث خطوات أساسية: معرفة، نمو، وحماية، بحسب التقرير.

  • معرفة ثروتك تتطلب فهم تدفقاتك النقدية، أي ما تنفقه وما تكسبه. يمكن أن تساعدك الميزانية في ذلك، وكذلك تتبع النفقات.
  • “بمجرد أن تعرف وضعك، يمكنك أن تبدأ في تقييم مقدار المال الذي يمكنك تخصيصه للادخار والاستثمار كل شه”.
  • بمجرد أن تفهم أين توجد أموالك حالياً، يمكنك التركيز على نمو الثروة.
  • ابدأ بتحديد أهدافك المالية وما هو مدى تحملك للمخاطر. من هناك، يمكنك أن تقرر أين تريد استثمار أموالك، سواء كان ذلك في الأسهم أو البدائل أو في شيء بسيط مثل حساب توفير ذو عائد مرتفع.
  • الخطوة الأخيرة هي استخدام منتجات مثل التأمين وكذلك التخطيط الضريبي.

الوظائف التقليدية

الخبيرة الاقتصادية، الدكتورة حنان رمسيس، ترى أن الجيل الجديد يتطلع باستمرار إلى تجاوز إطار الوظائف التقليدية ذات الساعات المحددة، مفضلاً العمل الحر والمرونة التي يوفرها لتحقيق أهدافهم المالية والمهنية بشكل أسرع وأكثر تأثيرًا.

وتوضح رمسيس، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن الشباب في الوقت الحالي يعتمدون على وسائل حديثة مثل اليوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي لإبراز مهاراتهم في مجالات متنوعة، مثل الإبداع الرقمي، التعليم، أو التسويق، ما يتيح لهم تحقيق إيرادات متعددة من خلال قنوات مختلفة.

وأضافت أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في تعزيز هذه الطموحات، حيث يسهم في تبسيط العديد من المهام اليومية ويدعم بناء استراتيجيات متقدمة تساعدهم على الوصول إلى أهدافهم بشكل أكثر كفاءة.

وتعتقد رمسيس أن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والابتكار التقني يسهمان في فتح آفاق جديدة وفرص غير تقليدية للعمل والإبداع.

ولتحقيق النجاح المستدام، شددت رمسيس على أهمية زيادة الاستثمار في المهارات الجديدة والتكنولوجيا، والبحث عن قنوات استثمارية بديلة ومتنوعة. وأشارت إلى أن مواكبة التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا يعد عاملاً حاسمًا في اقتناص الفرص في الأسواق الناشئة.

بناء الثروة

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي، الدكتور سيد خضر، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن:

  • بناء الثروة يتطلب الالتزام والصبر، مع التخطيط المالي الجيد وتحديد الأهداف قصيرة وطويلة الأجل.
  • إنشاء ميزانية دقيقة لمتابعة النفقات والإيرادات خطوة ضرورية لفهم الوضع المالي الحالي.
  • هذا إلى جانب الادخار واستثمار جزء من الدخل الشهري، حيث ينصح بالاستثمار المبكر في الأسهم أو الصناديق المشتركة لزيادة الأرباح على المدى الطويل.

أشار خضر إلى أهمية التثقيف المالي من خلال الدورات والاطلاع على التطورات الاقتصادية، مع التركيز على سداد الديون ذات الفوائد العالية وتجنب الديون غير الضرورية. كما شدد على ضرورة تنويع مصادر الدخل من خلال مشاريع جانبية أو استثمارات عقارية.

فيما يتعلق بالدور الحكومي، أكد خضر أن الدول يجب أن تدعم بيئة العمل من خلال تطوير البنية التحتية، تنظيم الأسواق المالية، وتقديم الحوافز الضريبية والتمويل الميسر للمشاريع. كما أشار إلى أهمية تحسين الرقابة على أسواق المال، تشجيع الشفافية، ومكافحة الفساد لضمان بيئة استثمارية مستدامة.

واختتم بتأكيده على ضرورة تطوير المهارات والكفاءات، وتعزيز التعليم المهني المتوافق مع سوق العمل، مع تقديم الدعم للشركات الناشئة لتمكين الأفراد من تحقيق النجاح في العمل الحر وتوسيع آفاق الاستثمار.


source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا