مفوضية حقوق الإنسان: وضع المدنيين يزداد سوءا يوما بعد يوم في الشرق الأوسط

وفي بيان قرأته في المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، أشارت شامداساني إلى تعرض العاصمة اللبنانية بيروت المكتظة بالسكان، بشكل متزايد لقصف جوي إسرائيلي، وسقوط مئات القتلى، وفرار أكثر من مليون شخص من منازلهم في جميع أنحاء البلاد، فضلا عن مواصلة حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ما أدى إلى سقوط أول الضحايا المدنيين في الشمال منذ التصعيد الأخير للأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان الشهر الماضي.

وقالت شامداساني: “إن المفوض السامي فولكر تورك، يذكّر جميع الأطراف بالتزامها بالتقيد بالقانون الدولي الإنساني وقواعد الحرب فيما يتعلق بحماية المدنيين والأعيان المدنية والبنية التحتية”. وشددت على ضرورة أن تخضع أي انتهاكات مزعومة لتحقيق فوري وشامل ومحاسبة المسؤولين عنها في حال ثبوت ارتكابها. واستهجنت اللغة التحريضية المتفشية على نطاق واسع، التي اعتمدتها مختلف الأطراف.

وأضافت: “اللغة التي تهدد الشعب اللبناني ككل وتدعوه إما إلى الانتفاض على حزب الله أو مواجهة الدمار الشامل، شأنه شأن غزة، قد تُفهم بأنها تشجيع على العنف الموجه ضد المدنيين والأعيان المدنية أو على القبول به، في انتهاك صارخ للقانون الدولي”.

ونبهت كذلك إلى أن التشهير المستمر بالأمم المتحدة، لا سيما وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونـروا)، أمر غير مقبول إطلاقا، داعية إلى “وضع حد نهائي لهذا النوع من الخطاب المسموم، الصادر عن أي جهة”.

معاناة إنسانية مروعة في غزة

وسلطت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان الضوء على “المعاناة الإنسانية المروعة المستمرة في غزة”، مشيرة إلى تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته شمال غزة، ما أدى إلى فصل المنطقة أكثر عن بقية القطاع وتعريض حياة المدنيين في المنطقة من جديد للخطر.

ولفتت كذلك إلى ما شهدته الأيام الماضية من غارات وقصف مكثف وإطلاق نار من مروحيات رباعية وتوغلات برية استهدفت المباني السكنية ومجموعات من السكان، مما تسبب في وقوع العديد من الإصابات ونزوح الفلسطينيين جماعيا من المنطقة، فضلا عن استمرار الاعتداءات على المستشفيات.

وقالت شامداساني إنه فيما يواصل الجيش الإسرائيلي إصدار الأوامر للفلسطينيين في شمال غزة بالمغادرة، يبقى العديد منهم محاصرين ولا يستطيعون التنقل بأمان. وأضافت أن المفوضية تلقت تقارير تفيد بأن الأكثر ضعفا، بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة وأسرهم، يعانون أكثر من غيرهم صعوبة في الإخلاء.

وذكرت أن المفوض السامي يؤكد أنه من الحاسم اليوم أكثر من أي وقت مضى، التحلي بالشجاعة السياسية والقيادة والتعاطف. وأضافت: “يجب وضع حد نهائي للقتل والدمار، بالإضافة إلى المواقف العدائية التي يعتمدها من هم في مواقع السلطة. ولا بديل لحل هذا النزاع سوى طاولة المفاوضات. فاتساع رقعة النزاع والتصعيد التدريجي يعرضان حياة ملايين الأشخاص المحتملين في جميع أنحاء المنطقة وسلامتهم للخطر”.

source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا