أمين عام الأمم المتحدة يحذر من "تصعيد دراماتيكي في لبنان"

وحث الأمين العام، في بيان صحفي، جميع المعنيين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع مزيد من التصعيد. كما حث الأطراف على إعادة الالتزام بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 والعودة فورا إلى وقف الأعمال العدائية لاستعادة الاستقرار.

وأكد بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام أن الأمم المتحدة تدعم كل الجهود الدبلوماسية والسياسية لإنهاء العنف الذي يهدد كل المنطقة.

وفي مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن انفجار أجهزة الاتصالات في لبنان خطير للغاية، ويؤكد أيضا أن هناك “خطرا جديا لتصعيد دراماتيكي في لبنان، ويجب بذل كل ما في وسعنا لتجنب هذا التصعيد”.

وأضاف غوتيريش إن ما حدث في لبنان خطير بشكل خاص، ليس فقط بسبب عدد الضحايا الذي تسبب فيه، ولكن بسبب المؤشرات التي تشير إلى أنه تم تفجيرها “قبل الطريقة الطبيعية لتفجير هذه الأشياء لأنه كان هناك خطر باكتشاف ذلك، ولأن من الواضح أن منطق جعل كل هذه الأجهزة تنفجر هو للقيام بذلك كضربة استباقية قبل عملية عسكرية كبرى”.

وردا على أسئلة الصحفيين، أكد الأمين العام على أهمية “عدم استخدام الأشياء المدنية كأسلحة”، وأضاف: “يجب أن تكون هذه قاعدة تتمكن الحكومات في كل مكان في العالم من تنفيذها”. وأكد أن الرابط بين ما يحدث في لبنان وما يحدث في غزة “واضح منذ البداية”، مشيرا إلى أن حزب الله كان “واضحا للغاية في القول إنه أطلق عملياته بسبب ما يحدث في غزة، وأنه سيتوقف عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة”.

موت ودمار غير مسبوقين

وفيما يتعلق بالوضع في غزة، أكد السيد غوتيريش أن مستوى الموت والدمار الذي نشهده في القطاع “هو الأكبر على الإطلاق الذي رأيته خلال فترة ولايتي في منصب أمين عام الأمم المتحدة، وأن انتهاكات القانون الدولي الإنساني غير مقبولة على الإطلاق”. 

وكرر إدانته للهجمات الإرهابية التي نفذتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، إلا أنه أكد أن ما يحدث اليوم في غزة غير مقبول وأنه يتابع “باهتمام كبير عمل المحاكم الدولية في هذا الصدد”.

وعندما سئل عما إذا كان سيؤيد فرض حظر أسلحة على إسرائيل في سياق حرب غزة، قال الأمين العام إنه “لا يتوهم أن هذا سيكون ممكنا بالنظر إلى العالم كما هو اليوم والقرارات التي اتخذتها القوى المعنية”. وقال إنه يركز أكثر على الأشياء التي يعتقد أنه يمكن إحداث تغيير فيها بشكل فوري، داعيا المجتمع الدولي إلى الضغط لوقف الحرب في أسرع وقت ممكن.

وأكد على أهمية أن يعمل وقف إطلاق النار هذا على تهيئة الظروف اللازمة لانتقال السلطة في غزة إلى السلطة الفلسطينية، وكذلك في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وأن يكون ذلك “الأساس لبناء حل الدولتين”.

العدالة للعاملين الإنسانيين

وقال الأمين العام إن عدد موظفي الأمم المتحدة الذين قتلوا، وخاصة من الأونروا، في غزة “أمر لا يطاق على الإطلاق”، ويتطلب المساءلة الفعالة.

وأضاف: “نصر على أن جميع الحالات التي قتل فيها العاملون في المجال الإنساني في حالات حرب يجب أن تؤدي إلى تحقيق جدي ومساءلة فعالة. وإذا كان هذا صحيحا في كل مكان، فهو صحيح بشكل خاص في غزة، حيث عدد العاملين الإنسانيين الذين قتلوا لا مثيل له. لم أر أي جزء آخر من العالم قُتل فيه هذا الكم من الناس. وأعتقد أنه إذا كان هناك شيء يجب على المجتمع الدولي الالتزام به بقوة، فهو ممارسة كل الضغوط من أجل تحقيق هذه المساءلة”.

الإفلات من العقاب وحرب السودان

قال الأمين العام إن العالم يشهد تكاثرا للصراعات “وشعورا بالإفلات من العقاب في كل مكان”. وأوضح أن الدول والجهات الفاعلة في النزاعات المسلحة “تشعر أنها تستطيع أن تفعل ما تريد لأن لا شيء سيحدث لها”، مضيفا أن “حقيقة أن لا أحد يأخذ على محمل الجد قدرة القوى على حل المشاكل على الأرض تجعل مستوى الإفلات من العقاب هائلا”.

وأعطى السيد غوتيريش الوضع في السودان كمثال رئيسي على هذه الحصانة، حيث يقاتل “جنرالان وأتباعهما” بعضهما البعض “دون أي اعتبار للاحتياجات والتأثيرات الكبيرة على الشعب”، حيث يتفاقم مستوى الجوع بشكل رهيب ويتزايد عدد القتلى والجرحى.

وشدد على أنه على الرغم من المبادرات العديدة فيما يتعلق بالسودان، لم يكن هناك “أي تقدم على الإطلاق بشأن وقف إطلاق النار وفتح عملية سياسية”.

كيفية معالجة التحديات

تحدث السيد غوتيريش عن قمة المستقبل القادمة بشكل مطول في بداية مؤتمره الصحفي. وردا على سؤال حول الجدوى من القمة، أكد أن أهـداف التنمية المستدامة والإعلانات السابقة الأخرى تدور حول الحاجات، لكن “قمة المستقبل تدور حول الكيفية”. 

وقال إن القمة تأخذ في الاعتبار أنه لكي يتمكن العالم من تنفيذ كل الإعلانات المهمة التي صدرت سابقا، “نحن بحاجة إلى إصلاح المؤسسات”.

يمكنكم متابعة المزيد حول هذا الموضوع على الرابط التالي.

source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا