04:23 م


الأحد 01 سبتمبر 2024

في سباق مع الزمن، وقبل أن يظهر المشهد بالكامل أسفل الأفق، تمكن مصور الفلك جريج ماير من التقاط هذه الصورة المذهلة للمذنب 13P/Olbers وهو ينطلق عبر الفضاء إلى جانب مجرة العين السوداء (M64).

قال ماير لموقع سبيس: “لم يكن لدي سوى ليلة واحدة لالتقاط هذه الصورة، وحوالي ساعة واحدة فقط للقيام بذلك. كانت تغرق بسرعة أسفل الأفق بعد غروب الشمس”.

في 25 أغسطس، كان ماير يدير تلسكوبه عن بعد، ووضعه في مرصد ستارفرونت الواقع بالقرب من برادي، تكساس، قبل 6 أسابيع فقط. كانت التجربة بأكملها جديدة تمامًا بالنسبة لماير. ويقول: “كنت أجري تغييرات سريعة في N.I.N.A. لتأطيرها والتقاط RGB متسلسل بسرعة باستخدام الكاميرا الأحادية الخاصة بي”.

أثمر تفكيره السريع وبفضل السماء المظلمة في مرصد ستارفرونت، عن تعقب المذنب حتى 12 درجة فقط فوق الأفق.

ينطلق المذنب 13P/Olbers حاليًا عبر أعماق نظامنا الشمسي ولا يزال من الممكن رؤيته باستخدام منظار ثنائي العدسات بفتحة 40-50 مم أو تلسكوب صغير، ولكنه لن يظل موجودًا لفترة أطول. وصل المذنب إلى أقرب نقطة له من الأرض في 20 يوليو عندما وصل إلى مسافة (283 مليون كيلومتر) من كوكبنا. ولن يقترب المذنب مرة أخرى إلا في عام 2094، أي بعد 70 سنة.

سمي المذنب على اسم عالم الفلك الألماني هاينريش أولبرز، الذي اكتشفه في عام 1815. ويشير الحرف “P” في اسمه إلى “دوري”، وهي تسمية تُطلق على المذنبات ذات المدارات الأقصر من 200 عام. ويشير الرقم 13 إلى أنه كان المذنب الثالث عشر الذي تم تصنيفه على أنه دوري.

المذنب 13P/Olbers ليس الهدف الوحيد المثير للإعجاب في هذه الصورة.

على بعد حوالي 17 مليون سنة ضوئية في كوكبة كوما بيرينيس توجد مجرة حلزونية تُعرف باسم مسييه 64 أو مجرة العين السوداء. التقط ماير هذا المشهد المجري إلى جانب المذنب 13P/Olbers في ليلة 25 أغسطس.

في الصورة، يمكنك تمييز شريط الغبار الداكن الذي يجتاح أحد جانبي النواة، ما يمنح مجرة العين السوداء اسمها.

تتمتع المجرة بحركة داخلية غريبة حيث يدور الغاز في المناطق الخارجية في الاتجاه المعاكس للغاز والنجوم في المناطق الداخلية. ويُعتقد أن هذا السلوك الغريب هو نتيجة اندماج بين M64 ومجرة أخرى قبل أكثر من مليار عام.