قصص النازحين الفلسطينيين وتجاربهم مع أوامر الإخلاء الإسرائيلية

المناطق الواقعة شرق مدينة دير البلح كانت آخر المناطق التي شملتها أوامر الإخلاء الإسرائيلية. وفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، فإن أوامر الإخلاء هذه باتت تغطي الآن ما يقرب من 84 في المائة من قطاع غزة.

وتؤكد وكالة الأونروا أن الخوف سائد بين العائلات التي باتت محاصرة في “كابوس لا نهائي من الموت والدمار واسع النطاق”، حيث لم يتبق أمام هذه العائلات أي مكان للجوء إليه. وفي كل مرة تصدر فيها أوامر الإخلاء، يضطر الناس إلى التخلي عن كل شيء وراءهم والفرار بحثا عن الأمان، وغالبا ما ينتهي بهم الحال في خيام غير صالحة للسكن البشري.

مع تكرار أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي، تتقلص المناطق الآمنة التي يلجأ إليها النازحون الفلسطينيون في قطاع غزة، في خضم الحرب الدائرة في القطاع منذ أكثر من عشرة أشهر.

 

مراسلنا في غزة، زياد طالب نقل لنا عبر كاميرته مشاهد للنازحين المتأثرين من أوامر الإخلاء الإسرائيلية في دير البلح.

كمال السلطان، طفل نازح من بيت لاهيا شمال غزة، نزح سبع مرات منذ بدء الحرب، وآخرها من مدرسة دير البلح الإعدادية للبنين. حكى السلطان تجربته بالقول: “لقد هُجّرنا من بيت لاهيا إلى دير البلح، والآن يطلبون منّا مغادرة دير البلح. لا نعرف إلى أين نذهب؛ ليس لدينا ملابس أو أي شيء. الآن سنغادر دير البلح إلى مكان آخر، ونسأل الله أن يهون علينا الأمر”.

بدوره، قال يحيى حلس، وهو نازح من حي الشجاعية شرق مدينة غزة: هذا النزوح من دير البلح هو نزوحنا الرابع عشر. نزحنا من الشجاعية إلى مدينة الزهراء، إلى رفح، ثم خان يونس مرتين، ودير البلح ثلاث مرات. إلى متى سيستمر هذا؟”.

ويضيف السيد حلس بالقول: “النزوح يشبه خروج الروح من الجسد؛ الأمر لا يتعلق فقط بحمل حقيبة. معنا أطفال ونساء ولدينا متعلقات وطعام. إلى أين سنذهب عندما يتجه جميع النازحين غربا؟ اذهب إلى غرب دير البلح، ولن تتمكن من المشي بسبب كثافة النازحين”.

أما أمجد مقداد النازح من مخيم البريج وسط غزة فيقول: “لقد نزحنا عدة مرات والآن لا نعرف إلى أين نذهب. سنأخذ أغراضنا معنا إلى أي مكان، وسنُضطر إلى الإقامة في العراء”.

source

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا