وفي إطار هذه الدراسة، أعطيت الفئران بروتينات فول سوداني من خلال الجلد أو عن طريق المعدة.

وأظهرت النتائج أن الحيوانات التي أعطيت عينات محمصة جافة كان لديها رد فعل مناعي أقوى من الفئران التي منحت كميات من الفول السوداني الخام.

وبالنسبة للبشر، فإن تفاعلات النظام المناعي تتفاوت، فبعضها قد يكون متوسط وهو ما يسبب الطفح الجلدي على سبيل المثال، لكن هناك تفاعلات أخرى يمكن أن تكون خطيرة للغاية، وتؤدي إلى تورم في الفم ومشاكل في التنفس.

ويقول العلماء إن درجات الحرارة العالية التي تستخدم في تحميص الفول السوداني قد تكون على الأرجح هي المسؤولة عن التغيرات الكيميائية التي تسبب فرط الحساسية.

وقال الدكتور كونتن ساتنتاو الذي قاد فريق البحث “هذه هي المرة الأول، بحسب ما لدينا من معلومات، التي يظهر فيها بشكل مباشر مسبب محتمل لحساسية الفول السوداني”.

ويرى الباحثون أن هذه النتائج ربما تفسر انخفاض معدلات الحساسية في سكان شرق آسيا حيث يكون الفول السوداني، المسلوق والخام والمقلي، عنصرا أكثر شيوعا في النظام الغذائي من الفول المحمص.

لكنهم حذروا من أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث قبل أن يقدم الأطباء توصيات غذائية محددة.

وقال البروفيسور ساتنتاو “ندرك أن الأطفال في العائلات التي تعاني من أنواع أخرى من الحساسية هم أكثر عرضة للإصابة بحساسية الفول السوداني. لكن البحث الذي أجريناه لا يزال في مرحلة مبكرة ونعتقد أنه سيكون من السابق لأوانه تجنب (تناول) الفول السوداني المحمص ومنتجاته حتى إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من هذه النتائج”.

ويبحث العلماء حاليا وسائل للتخلص من تغييرات كيميائية محددة يمكن أن تكون مسؤولة عن تحفيز نشاط الجهاز المناعي.

وبحسب موقع “ان اتش تشويسس” التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، فإن حساسيات المكسرات والفول السوداني شائعة بصورة نسبية لدى الأطفال في سن المدرسة والبالغين.

والفول السوداني هو أحد أكثر الأسباب شيوعا لفرط الحساسية من الطعام، والذي قد يسبب الوفاة.

وينصح الأشخاص الذين يعانون من حساسية الفول السوداني بعدم تناوله، والكثير منهم قد يحملون معهم جهاز للحقن الآلي للتقليل من حدة تفاعلات الحساسية التي تحدث بالفعل.