ما بين القوة والوهن 

محمد فهمي

كنا قد أشرنا في مقالتنا السابقة إلى سبلين لتدهور أو نجاح الفرد سواء في أسرته على الوجه الخاص أو المجتمع عموماً,ومدى تأثير الأشخاص السوية الإيجابية على نجاح أحدهم والعكس فيؤثر على حياة الآخرين بالسلب والظلام!,في النهاية نقول أننا تناولنا تأثير المؤثرات الخارجية سواء أفراد أو المجتمع ككل على المرء نفسه وكيف يتلقى تلك المؤثرات بإتقان ليتفادى السلبيات والمشكلات.

أما عن موضوعنا اليوم فهو ليس على المستوى الخارجي للفرد,بل المؤثر الداخلي للمرء,وكنا قد أشرنا إلى هذا الموضوع في المقالة السابقة,ومدى أهمية “التفاؤل” للنفس أو كما أسميه أنا (المناعة النفسية) حقاً التفاؤل هو جهاز المناعة الوحيد للنفس,إن تضرر أو شابه بعض الشوئب أثر بدوره على الإنسان ككل نفسياً وجسدياً وفكرياً وعملياً وإنتاجياً!

لذلك كان لزاماً علينا الوقوف قليلاً بصدد تلك الميكروبات “متقنة التخفي” التي تحطم جهاز المناعة النفسية بشكل غير مباشرٍ,وذلك المؤثر الداخلي هو (الأفكار السلبية).

الأفكار السلبية وتوقع السوء دائماً صفة أوعادة لا أبالغ لو قُلت قاتلة,فهي تقتل النفس شيئاً فشيئا,وإذا ماتت النفس فلا قيمة للجسد,شعور الضعف والتخاذل ينتشر في الجسد كله وكأنه سماً من العيار الثقيل,فَتَخِرُّ قوى الإنسان كلياً,فتجده لا يبالي ولا تراه متحمساً أو مقبلاً على نجاح ما,أو محاولة تقديم شيئاً مفيداً,هذا لأنه ينظر للمستقبل من نافذة ضبابية لا تظهر أي ملامح لمستقبل مشرق! هذا كله بفضل الأفكار السلبية والتي بإمكانها دفن أي طموح وأي إيجابيات على قيد الحياة.

لكل داء دواء,ولكل سم عقار يقاومه,وداء الأفكار السلبية والتشاؤم هو التفاؤل (تفاءلوا بالخير تجدوه),وقال عز وجل (أنا عند ظن عبدي بي إن كان خيراً فله وإن كان شراً فله) فلماذا نبتئس؟! لماذا لا نزيح ضباب نافذة مستقبلنا بأوراق التفاؤل والحيوية لنرى كم الفرص التي تنتظرنا بكل شوق,خلقنا الله لسبب,أنت ما زلت تعيش وقلبك ينبض ونفسك مازال يسري في جسدك لسبب,أنت لم تُخلق عبثاً,خلقت ولك دوراً وستُسأل عنه,فلا تترك نفسك لتتقوقع داخل “قوقعة الضحية” وفي النهاية تجد نفسك لم تستفد أي شيء بل أنت الخاسر في النهاية,فاختر الآن أتريد أن تكون ضحية خاسرة أم نجمة لامعة يطمح الجميع للوصول إليها؟؟

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا