صراعات من أجل البقاء
في جميع الأمم على وجه الأرض نجد الصراعات من أجل البقاء, وليس البشر على وجه خاص,بل والحيوانات أيضاً,إذن العوالم كلها على وجه الأرض تحارب من أجل بقاءها وكأنهم سيُخلدون فيها أمداً بعيدا!,ولكن في الحقيقة ليس هذا الصراع الذي أريد الوقوف بصدده,بل أريد الوقوف إزاء صراع الضمائر والذي هو أدق ولُب الصراعات التي تم ذكرها سلفاً,فالحروب الظاهرية تنبع أساساً من الحروب الداخلية,حروب الضمائر مع العواطف والأفكار وهكذا.
هل “الضمير” ذلك الشيء الغير ملموس لدينا يمكننا أن نرى تأثيره على الفرد نفسه أو المجتمع ككل؟!
بالطبع نعم,فضمير الفرد على نفسه له تأثيره إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فلها!,وله أيضاً تأثيره على المجتمع،فصاحب الضمير الحي السوي السليم يؤثر فيمن حوله بطاقته هذه السوية الإيجابية فيتأثر به ويخطو على خطاه حتى وإن كان به بعض من شوائب الضمير الذابل الخبيث سينفضها بعيداً لينير بضمير سليم,وكذلك العكس صاحب الضمير الخبيث يؤثر فيمن حوله من أصحاب الضمائر الطيبة المهزوزة نسبياً,وقلت نسبياً لأن الضمير الطيب الأصيل القوي لا يميل إلى الخبيث أبداً مهما تكاتفت وتواطأت عليه كل المغريات أو الأفراد والمجتمعات!,وفي كلا الحالتين – أصحاب الضمائر الطيبة أو الخبيثة – لهم تأثيرهم على المجتمع بالخير أو بالشر.
هل ستدوم؟ هل ستدوم نفسك أبدا,تعيش أبدا دون رجوع لخالق يناقشها قليلاً عما بدر منها من سلوكيات وأفعال؟!
تأمل قليلاً إن كنت صاحب الضمير الطيب أو الخبيث تأمل نفسك بين يدي ربك ماذا سيكون موقفك؟ ماذا ستُجيب وقت السؤال؟ماذا ستفعل عندما تُأمر بأن ترد المظالم والأمانات إلى أصحابها إن كنت من هؤلاء خبيث الضمير؟!
مشهدٌ مُخيفٌ حقاً,فاعدد لنفسك من الآن دنياك الخالدة غداً,ولن تعيش طويلاً كي تترك لنفسك المجال تصنع ما تشاء.
كما أننا لا ينبغ أن ننسى تأثير انعدام الضمير على مستوى تقدم الأمة ككل,فليس هناك واحداً أو عشرة أو مائة بل آلاف من خبيثي الضمير!,وتلك هي مثار الفتنة وإظهار القوة أو الضعف من قِبل العباد,فالفتن التي يميل إليها الفرد فيستبيحها فيضع ضميره في كفن ويدفنه حينها قد اختار هو سبيله,وهذا ما يدعونا لكتابة مثل هذه المقالات عسى أن يقرأها أحدهم فيتأثربها فتقومه فيقوم بها غيره,لأن الضمائر الخبيثة تنزع من صاحبها ومن المجتمع البركة,إذ أن الخبيث لا ينتج إلا خبيثاً,غش وخداع ومكر بالناس وتزييف للحقائق!
الأمانة الأمانة أيها الشعب العريق,أيتها الأمة العربية,ضع نفسك مكان من حولك,فهل سترضى عن صنيعك هذا الذي تصنعه,بكل تأكيد لا ,ولكن لا تترك نفسك لنفسك تصنع بك ما تشاء فهي وربي قادرة على هلاكك,توكل على الله,وخذ بالأسباب,وتحر الصدق والأمانة ولو كان فيها ضيقاً من وجهة نظرك فهي نجاة لك فيما بعد عاجلاً أم آجلاً
إرسال التعليق