لا شأن لي في ذلك
نحن في مجتمعنا الكبير الناجح الطموح دائماً لدينا الكثير من المواهب والصفات والعادات الجيدة الجميلة,ولكن هناك عيباً لا أراه هيناً,وهو أننا لا يمكننا أن نكتفى بأمورنا الشخصية ويجب دائماً أن نتدخل في أمور الغير كتدخل رجل الإطفاء لإنقاذ المدنيين بكل ما أوتي من قوة وجهد ومشقة!,يجب أن تزاحم أنفنا حياة الآخرين!
إن ما دعاني للحديث عن هذه المسألة هو انقلاب الرأي العام على الفنان محمد رمضان, وكان هذا مثالاً واضحاً لقضية وددت لو تحدثت عنها في مرات سابقة ولكن لم تدفعنى دفعة إليها,وكيف أصبح الجميع بلا استثناء في مشاعر مختلفة,منهم من يسب,ومنهم من يشمت,ومنهم من يتهمه بالضلال وسوء العاقبة,فمن أعطى لهم الحق في ذلك,هذا مجرد موقف قد صنعه ولا أقول أنه بسيطاً,لا ,هو موقف عظيم وأذى كبير والقضاء قد حسم مسألته في الحكم وانتهى الأمر.
أيما صنع وأي أن كان ردة فعله فهذا شيئاً يخصه ويخص فكره وانفعالاته وطبيعته,ولكن الذي أثار غيظي أن الناس قد اتهموه بالضلال وكلٌ يأتيه بسورة من القرآن الكريم ليوظفها في هذا الموقف متهماً إياه بأسوء الأحكام!,فمن أنتم إذاً لتحكموا كذلك بالقرآن,هل أنتم الخالق(سبحانه عز وجل) لتحكموا عليه بذلك,أم هي مشاعر الكيد والضغينة تأكل القلوب؟!
هذا رجل مثله مثل أي شخص على الأرض,له ما له وعليه ما عليه,لا ننكر المجهود الذي بذله كي يصل للمرحلة التي هو عليها الآن, كما لا ننكر بعض المواقف التي تصدر عنه الغريبة تماماً! ,وقد يظن البعض أنني أمثل جانب دفاع,لا وربي,فالقضية لا تعني لي شيئاً,ولكن الذي يعنيني مسألة التدخل في أمور الناس والحكم عليهم وإلقاء الاتهامات والأحكام ونحن أصلاً لا نملك من أمرنا شيئاً,ذلك هو المغزى من مقالتنا,أن نتمرس ونتدرب على تأمل أنفسنا قبل الحكم على الآخرين,وأنا لست بشخصٍ يحجر على آراء الغير,بالعكس,فنحن نستوطن مجتمعاً ديمقراطياً متفتحاً, كلٌ يطمح إلى التعبير عن رأيه حتى ولو أنه لا يمت للقضية بصلة تماماً ولكن هو مجرد رأي ويجب أن يُقال.
قبل أن نلقي الأحكام على الغير يجب أن نتأمل أنفسنا أولاً هل نحن بهذا الكمال الذي نعاتب به ونعاير به الغير عندما نبدأ بالتعليق عليهم؟! لو سألت نفسك هذا السؤال صدقني لن تعيب أحداً في أمر قد ابتلي به,ولا تعيب أحداً اليوم في شيء فتراه قد أصابك غداً,وهذه حقيقة أن من عاب أخيه في شيء تراه يصنع ما صنع وأصبح بنفس حالته غداً,كم أتمنى أن نصل لمرحلة لا شأن لي بذلك فلن أتدخل فيما لا يعنيني.
إرسال التعليق