الزواج خطوة بخطوة

محمد فهمي
الزواج من أسمى العلاقات بين البشر بعضهم وبعض،وتوظيفاً لرغبات الإنسان في إطار من الصفاء والعفة والمثالية بعيداً عن الأساليب الحيوانية،فالإنسان مخلوقاً مكرماً فكان لزاماً أن يسلك طريقه لإبقاء نسله بشكلٍ يليق بآدميته وكرامته،لذلك تطلعت إلى أن أتوقف إزاء خطوات الزواج التي من الضروري توافرها والسير عليها -بغض النظر عن اختلاف الآراء-ولكن ما سأسلط عليه الضوء في سلسلة مقالاتنا تلك ضروري وأساسي لا مجال للتغيير فيه وإلا ستظهر الثغرات التي تخرج من رحمها العقبات التي تولد لاحقاً نزاعات وخلافات عائلية كبيرة.
بما أننا سنتحدث عن الزواج السليم خطوة بخطوة فيجب أن نبدأ أولاً بمقدمة الزواج ألا وهي (الخِطْبَة) ومفهومها وأسسها وضوابطها،والخطبة مفهومها هي مقدمة الزواج ومجرد اتفاق على الزواج من قِبل الطرفين القائمين على مشروع الزواج ويجوز فسخها ما إن يرى أحد الطرفين الخاطبين أنه لا مجال لإكمال الزواج.
أما عن أسسها وضوابطها وهذا محور القضية التي دعتني للحديث فيها،أن الخاطب يستبيح لنفسه بعض الأشياء التي ليست من حقه،كأن يخرج مع الفتاة وحدهما أو يجلسان سوياً دون وجود أحد من أهلها أو أهله معهما، أو بعض التجاوزات الأخرى التي لا يليق بالمقام ذكرها،هذا لأن الفتاة التي قام بخطبتها هو لم يكتب عليها,ولكنه فقط خطبها ,وبالتالي فتلك الفتاة مازالت أجنبية عنه كأي فتاة لم يتعرف عليها من قبل,وكل ما يصنعه حراماً ولا يصح بالمرة.
كما أنه يريد أن يتحكم فيها كلياً،حتى أنك تظنه أنه قد تزوجها منذ مائة عامٍ،ولكن لا يحق له ذلك،فليس له أي حقوق سوى أنه مادام قد خطبها فلا يجوز أن تُخطب تلك الفتاة لغيره,ما إن ينفصل أحد الطرفين عن الآخر,وهذا جائزاً طبيعياً لا مشكلة فيه.
كما أنني لا أنصح بزيادة مدة الخطبة،فالشيء الذي يزيد عن حده ينقلب ضده، وكالما ازدادت المدة ازداد الملل والشغف والحب،فتبدأ الأفكار الماكرة تطيح بكل منهما للتخلص من الآخر والبحث عن جديد,أما عن معتقد أنه كلما طالت مدة الخطبة ازدادوا معرفة ببعضهما البعض!،لا ،فأظن أن عاماً كافياً تماماً أو أقل لكي يتعرف كل منهما على بعضهما ومحاولة رسم الخطوط العريضة التي سيمشون عليها في حياتهم المستقبلية ومحاولة التكيف على طباع الآخر وتقبلها والعمل على معالجتها إن كانت عادات سيئة،ولكن يجب ألا نتلون ونظهر الأجمل في طباعنا ونتصنع الطباع التي أصلاً ليست فينا.
تلك هي المشكلة الأكبر والتي كما قلنا تنتج عنها تباعاً مشكلات أعظم وهي أن كل من العائلتين والخاطب والمخطوبة يظهرون أجمل ما عندهما من الصفات حتى وإن كانت مصطنعة!،فيبدأ كل منهما بكتابة سيناريو ضخماً خلال الفترة المقبلة (مرحلة ماقبل الزواج وما بعده),وإجراءات الزواج وخلافه،فتبدأ مع الوقت تظهربعض الطباع الحقيقية شيئاً فشيئاً قبل الزواج فتنتج الصراعات الطفيفة ,ولكن يحاولون تخطي المشكلات لإتمام الزواج,والأهم في المسألة بجملتها أبطال الرواية(الخاطبان)بعد الزواج تظهر طباعهما الحقيقة أيضاً علانية بعد معاناة كبيرة في سترها،فقد وصلنا لنهاية القصة من مقدمة وموضوع لنصل للنهاية ,والتي في غالبها تنتهي بالطلاق والماحكم والقضايا منها الملفقة وأخرى حقيقية،فتضيع الأبناء في وسطهما إن وجد، وإن لم فالفتاة تضيع ثقتها بالرجال وكذلك الرجل ،وتبدأ تتغير نظرتهم تجاه الزواج ,وحينها يبدأون بنشر سم الزاواج فكرة سيئة غير سديدة.
فلماذا نتلون ونظهر بأشخاص مثاليين كملائكة،ما الفائدة!ما المغزى؟،حقيقة كي ينجح زواج أحدكم يجب أن تكون واقعياً موضوعياً طبيعياً قدر المستطاع،حتى ولو كنت تظهر الحسن فقط في عملك أو بين زملائك أو عائلتك, فلا تكون كذلك مع نسبك فهذا الانطباع ما يدوم لديهم طوال الوقت،وإن تغيرت تلك الطباع والصفات تنقلب الطاولة بكاملها عليك فلا تجد نفسك إلا خاسراً في النهاية.

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا