تأملات نقدية في قضايا البيوت المصرية
نستأنف سلسلة مقالاتنا بالولوج إلى بوابات الاستقرار الأسري,وكنا قد أشرنا في المقالة السابقة عن موضوعنا اليوم وهو الاحتواء،وكيف للاحتواء أن يصنع ما لم يتخيله عقل من الحسن إن تم الأخذ به،وكيف له أن يصنع السيء ما لم نهتم به.
الاحتواء هو شيئ معنوياً أكثر منه مادياً,لا يحتاج منا الكثير من القول والتعبير الفعل,بل هو فقط عبارة عن صدق،صدق في المشاعر والحب والخوف،صدق لا يشوبه أي شوائب والتي بمجرد ظهور أي موقف بسيط تظهر تلك الشوائب وضوح الشمس!
الاحتواء بالنسبة للأبناء في غاية الأهمية،به يتشكل مستقبلهم كلياً،كيف ذلك؟أقول،الابناء ما أن يصلوا لمرحلة المراهقة والنضج تبدأ ميولهم ونظرتهم للحياة وفكرهم يتغير،فبالتالي تبدأ تتغير ردود أفعال الآباء نظراً لأنهم لم يعتادوا ذلك الشخص على هذه الطباع الجديدة من قبل فيبدأ الابن أو البنت بالانعزال تدريجياً لأن الأقرب إليها أو إليه لم يتفهموا أفكارهم وآرائهم ومشاعرهم فتبدأ دائرة العزلة تضيق وتضيق حتى لا تسع سوى الابن نفسه وحده،فيشعر بالوحدة المميتة فيبدأ في توسيع دائرته كيفما شاء،ويبدأ ذلك عن طريق المصادقة العاجلة السريعة والاختلاط بشكل عشوائي لتوسيع دائرته ولسد الفجوات التي بداخله،فيبدأ الابن بنسيان ما اعتاد عليه من أمور تربى عليها،وتبدأ صحبته بتربيته التربية التي تواكب وتوائم فكره وطبيعة حياته الجديدة!
الاحتواء أكثر أهمية للفتايات منه عن الأولاد،فالفتايات بحكم الفطرة التي خُلقن عليها تحكمهم ويغلب عليهم العاطفة على العقل،ترجج دائماً القلب على العقل،وبالتالي ما لم يتم احتواء الفتاة في تلك المرحلة،واحتوائها بشكل سليم سيكون آثار ذلك مؤسفاً!,والاحتواء بالنسبة للفتاة سهلا جداً فهي لا تريد منك سوى الشعور بالأمان معك وتجدك منصتاً لها وقتما تحدثت معك وكلمات دافئة حانية تروي عطشها لسماع كلمات طيبة كأن تغازلها مثلاً أو تضاحكها،فحينها ستشعر بأنك شخصاً يعوضها ويكفيها عن اللجوء للشعور بهذه المشاعر من أحد آخر وبالأخص المرحلة التي تحدثت عنها.
الشوارع أصبحت مُخيفة,نرى أشياء لم نعهدها من قبْل من قِبل الأجيال الجديدة,أشياء تمحق يوماً بعض يوم الهوية العربية المصرية,والطابع الشرقي إلى طابع غربي تاماً كاملاً بكل معاني الكلم,والسؤال ماذا ساعد هؤلاء الأبناء على الوصول إلى تلك المرحلة من الحال غير فقدان الاحتواء؟ذلك هو موضونا القادم إن شاء الله.
أعجبني
تعليق
إرسال التعليق