يجذب المعمار الفني العظيم المتمثل في المملكة العربية السعودية وهو الحرم المكي والكعبة المشرفة اثار العديد من الباحثين العرب والاجانب منذ بدأ تطويره وترميمه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز خاصة في القرن التاسع عشر والعشرون،حيث ينبهر زوار تلك المكان من شعور الراحة والطمأنيمة المنبعثة منه ويسارع العديد بتصوير اجزاء المكان وخاصة الكعبة المشرفة اثناء تأديتهم للطقوس الدينية المتعارف عليها سواء الحج او العمرة او الصلاة،وحاول الكثير منهم ان يتعمق في تفاصيلها وتوثيقها سواءا بالصور او الكتابة عنها،وتمكن احد الضباط المصريين من توثيق شكل الكعبة المشرفة من خلال توثيقها من خلال صورة فوتوغرافية للكعبة ويعد محمد صادق بك هو اول من قام بتصويرها.

ولد محمد صادق بيك في القاهرة وانضم الي المدرسة الحربية ولم تكن دراسته داخل المدرسة تقتصر علي تعلم الفنون القتالية والحربية ووضع الخطط والتكتيكات الاستراتيجية للحروب فقط بل كان يقوم بدراسة المساحة وعلم الطبوغرافيا ورسم الخرائط وبسبب نبوغه داخل الدرسة الحربية قامت المدرسة بإرساله في بعثة علمية من اجل دراسة الفنون الحربية في باريس بمشاركة اثنان من الطلاب إسماعيل و أحمد أبناء إبراهيم باشا ونجل محمد علي،وبعد انتهاء محمد من دراسته داخل البعثة وعودته الي القاهرة تم تعينه داخل مدرسة لرسم في المدرسة الحربية بالقلعة واستطاع من خلال رحلته في باريس من التعرف علي الحضارات الاخري والانفتاح الذي كان يجده في مختلف الفنون المتواجده فيها وتطلع الي التعرف علي العديد من الثقافات الاخري المتواجدة في دول العالم وتمكن من التعرف علي الفنون الخاصة التصوير الفوتوغرافي وأداته المتمثلة في الكاميرا التي كانت وقتذاك اختراعاً حديثا وكانت في مرحلة التطور في الشكل وطريقة الاستخدام ومعالجة الصور،وبناء علي ذلك تمكن محمد صادق بك اثناء تأدينه لفريضة الحج من توثيق رحلته واخذ مجموعة من الصور للكعبة المشرفة والحرم النبوي والتي وصلت الي عدد 6000 صورة قديمة شملت جميع الأماكن والمواقع التي يمر بها الحجاج بدءا من ميناء جدة،وذلك قبل 141 عاما،

وعند عودته الي القاهرة وبسبب انبهاره الشديد بتلك الالة طالب السلطات المصرية من خلال اصدقائه احفاد محمد علي باشا الخديوي اسماعيل والامير احمد بأن يقومو بضم آلة التصوير “الكاميرا” ضمن العمليات الخاصة بتحديث وتطوير معدات الجيش المصري،وتمت الموافقة علي مقترحه واعتمادها داخل الجيش المصري لتصوير العمليات الحربية والقتالية بالجيش،واستطاع محمد صادق بيك ان يضع تلك الصور الخاصة بالكعبة المشرفة في اربعة مجلدات من تأليفه خاصة برحلته اثناء قضائه فريضة الحج ،حتي تصل الي عالمنا واحدة من اهم الصور التي تصف شكل الكعبة والمناسك الخاصة بها .