باعتبار ان ليبيا هي جزء هام وحيوي للأمن القومي المصري وباعتباره الملف الذي استحوذ على اذهان المصريين لفترة كبيرة خلال العام الماضي ، وكان الجيش المصري على استعداد تام للدخول الى الاراضي الليبية لحماية الامن القومي المصري وحماية الشعب الليبي الشقيق من فاشية حكومة الوفاق السابقة التى تآمرت على الشعب الليبي مع المحتل التركي فى سبيل تحقيق اطماعها بالسيطرة على التراب الليبي واستباحة الاتراك لمقدرات الشعب الليبي وهو ما وقفت له مصر بالمرصاد .

وراحت مصر تتحرك على كافة الأصعدة الدولية نحو خروج ليبيا من هذا المأزق وطرحت مبادرة القاهرة ودعت جميع الاطراف الليبية ، واستطاعت مصر ان تحرك الملف الليبي على الصعيد الدولي من خلال مؤتمر برلين الذي لعب دورا هاما فى عملية تحريك المياه الراكضة وجلوس طرفي النزاع على مائدة المفاوضات .

بعدها استقبلت مصر جميع الاطراف الليبية للجلوس على مائدة المفاوضات وعلى مدار عدة شهور اجتمع الفرقاء الليبيون بالقاهرة والغردقة ، وكان لهذه الاجتماعات دورا هاما فى بعث الامل من جديد نحو ليبيا موحدة شرقا وغربا وخرج الليبيون باتفاق منذ عدة أيام واعلنوا فيه تولي محمد يونس المنفي رئاسة المجلس الرئاسي الليبي مع وجود نائبين له وهما موسى الكوني وعبدالله اللافي وتم تكليف السيد عبدالحميد الدبيبة بتشكيل الحكومة الجديدة . واصبح امام المنفي والدبيبة مسؤولية في غاية الصعوبة والحذر فعليهم ان يوحدوا الشعب الليبي شرقا وغربا من خلال توحيد المؤسسة العسكرية الليبية تحت مسمى الجيش الليبي بضم حفتر والقوات الموالية له وكذلك القوات العسكرية التى كانت تابعة للغرب الليبي وحكومة الوفاق السابقة ، كذلك امام المنفي مهمة صعبة فعليه توحيد البرلمان ، لكن مع زيارة المنفي للجنرال خليفة حفتر منذ ايام هي اشارة على البدأ بتوحيد المؤسسة العسكرية وهي النقطة الاهم فى الملف الليبي . ومصر تبذل كل ما لديها في سبيل دفع عملية السلام والتوافق داخل ليبيا وان تحل المشكلة الليبية بين الليبين انفسهم دون اطراف خارجية لا يهمها مصالح الشعب الليبي .